ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺕ
ﺟﻤﻌﻪ ﻛﺎﻓﻲ ﺗﻴﻪ
=========
ﺫﺑﺢ)ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ( ﺫﻟﻚ)ﺍﻟﻌﺘﻮﺕ ( ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻫﺪﺗﻪ ﺍﻳﺎﻩ)ﺍﻟﺮﺗﻴﻨﺔ (
، ﺷﻴﺨﺔ ﺳﻮﻕ)ﺍﻟﻠﺒﻨﻮﻳﺎ (، ﻭﻫﻲ ﺳﻮﻕ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﺗﻜﻮﻧﺖ
ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ ﺑﻤﺮﻭﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺬﻫﺐ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ، ﺗﻘﻊ ﺧﻠﻒ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻭﺑﺒﻌﺜﺮﺓ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻻﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﻗﺮﻳﺔ)ﺍﻟﻠﺒﻨﻮﻳﺎ (،
ﻗﻄﺎﻃﻲ ﺍﻟﻘﺶ ﺗﺘﺨﻠﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﻭﺑﺘﻄﺎﻭﻝ ﻣﺘﻌﻤﺪ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ
ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﺍﻥ ﻳﺒﻨﻮﺍ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻄﺎﻃﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ
ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻭﺍﻟﺨﻀﺮﺓ، ﺣﺸﺎﺋﺶ
ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ.
ﺗﺤﺖ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺘﺒﻠﺪﻱ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺗﺠﻠﺲ)ﺍﻟﺮﺗﻴﻨﺔ ( ﺑﻜﻞ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ، ﺗﺘﻨﺎﺛﺮ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﻌﻨﺎﻗﺮﻳﺐ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺟﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﺠﻠﺪ، ﺑﻨﺎﺑﺮ ﺻﻐﻴﺮﺓ، ﻣﺘﻨﺄﺛﺮﺓ ، ﺗﺴﺘﻌﺪ)ﺍﻟﺮﺗﻴﻨﺔ ( ﻹﻧﻬﺎﺀ
ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺫﻟﻚ)ﺍﻟﻌﺘﻮﺕ ( ﺍﻟﻤﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺳﺎﺑﺤﺎ ﻓﻲ
ﺩﻣﻪ.
ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ)ﺍﻟﻌﺘﻮﺕ ( ﻗﺒﻞ ﻣﺪﺓ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﻳﺘﻘﺎﻓﺰ ﺑﻤﺘﻌﺔ
ﻻﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺨﻮﺭ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ، ﻣﺮﺣﺎ، ﻳﻤﺘﺺ
ﻋﺬﻭﺑﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻌﺮﻑ ﺣﺐ)ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ( ﺍﻟﻌﻨﻴﺪ
ﻟﻜﻞ ﺍﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻠﺤﻮﻡ ، ﻭﻋﺪﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺑﻬﺬﺍ
ﺍﻹﺣﺘﻔﺎﻝ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ-
ﺗﻌﺮﻓﻲ ﻳﺎ
)ﺍﻟﺮﺗﻴﻨﺔ ( ﻟﺤﻢ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﺑﺘﺎﻋﻜﻢ ﻫﻨﺎ ﺍﻃﻌﻢ ﻣﻦ ﻏﻨﻢ
ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ(
ﺫﻛﺮﺕ ﻟﻪ ﻣﺰﺍﻳﺎ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﺍﻟﺠﺒﻠﻴﺔ، ﻏﻨﻢ)ﺍﻟﺘﻘﺮ ( ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻥ ﺭﺍﺡ
ﺿﺤﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﺤﻤﻴﻢ ﺫﻟﻚ)ﺍﻟﻌﺘﻮﺕ (، ﻟﻢ ﺗﺤﺘﺮﻡ ﺣﺘﻰ
ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ.
ﻣﺴﺢ)ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ( ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻑ ﺟﻠﺒﺎﺑﻪ ﺍﻟﻤﺘﺴﺦ ﻭﺍﻟﻤﺒﻘﻊ
ﺑﺰﻳﻮﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﺎﺕ، ﻣﺴﺢ ﻳﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻡ، ﺇﺳﺘﻌﺪ)ﻛﺠﻮ (،
ﻣﺴﺎﻋﺪ ﺍﻟﻠﻮﺭﻱ، ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﺦ، ﺃﺧﺮﺝ)ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ( ﺍﻟﺤﻘﺔ،
ﻛﺸﺢ ﻋﻠﻰ ﻓﻤﻪ ﻛﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﺒﺎﻙ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺳﺎﺋﻘﻲ
ﺍﻟﻠﻮﺍﺭﻱ ﺣﻴﻦ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺣﺮﺻﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺇﻧﻔﻼﺕ
)ﺍﻟﺪﺭﻛﺴﻮﻥ ( ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺂﺕ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮﺓ.
ﻭﺻﻞ)ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ( ﺑﻌﺮﺑﺘﻪ)ﺍﻟﺴﻔﻨﺠﺔ ( ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻐﻨﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ
ﻟﺪﻯ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻠﺒﻨﻮﻳﺎ، ﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ، ﻋﺮﻑ ﺳﺎﺋﻘﻮ ﺍﻟﻠﻮﺍﺭﻱ
ﻛﻴﻒ ﻳﺤﻮﻟﻮﻥ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻰ ﺃﻧﻐﺎﻡ، ﻛﺄﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ
ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺁﻟﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻳﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﺑﻀﻐﻄﻪ ﻋﻠﻰ
ﺩﻭﺍﺱ ﺍﻟﺒﻨﺰﻳﻦ، ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﻐﺎﻡ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺮﺑﺔ
)ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ( ﺗﻌﺮﻑ ﺑﻄﻌﻤﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺹ، ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺒﻮﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻐﻨﻲ)ﻭﺩ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻭﺻﻞ... ﺷﺎﺣﻦ ﺑﺼﻞ (، ﻋﻨﺪﻫﺎ
ﻳﺘﻘﺎﻓﺰ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻳﺮﻛﻀﻮﻥ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ، ﺗﺤﺲ ﺣﺘﻰ
ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺑﻮﺻﻮﻟﻪ،)ﺍﻟﻠﺒﻨﻮﻳﺎ ( ﻣﺤﻄﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺠﺎﻭﺯﻫﺎ
ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﺍﻟﺴﺎﺋﻘﻴﻦ، ﻳﺠﺘﻤﻌﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ، ﻳﺴﺘﺮﺧﻮﻥ، ﻳﻤﺎﺭﺳﻮﻥ
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﺎﺕ، ﻋﻦ ﺑﻄﻮﻻﺗﻬﻢ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ
ﻭﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ، ﻋﻦ ﺻﺮﺍﻋﻬﻢ ﻣﻊ ﻣﻼﻙ ﺍﻟﻌﺮﺑﺎﺕ، ﻗﺼﺺ
ﻭﺣﻜﺎﻭﻱ ﺗﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ)ﺍﻟﻠﺒﻨﻮﻳﺎ ( ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻭﺗﺨﺒﺌﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ
ﻭ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻭﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ، ﻓﺘﺤﺖ ﻛﻞ ﺻﺨﺮﺓ ﺣﻜﺎﻳﺔ، ﻓﻲ ﺃﻟﻴﺎﻑ
ﻛﻞ ﺷﺠﺮﺓ ﻗﺼﺔ، ﺣﻴﺎﺓ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺗﻤﺎﺭﺱ ﺑﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ﺻﺮﺍﻋﻬﺎ،
ﺑﺄﺣﻼﻣﻬﺎ ﻭﺃﻣﺎﻧﻴﻬﺎ، ﺑﺤﺰﻧﻬﺎ ﻭﻳﺄﺳﻬﺎ ، ﺑﺼﻤﺘﻬﺎ ﻭﺿﺠﻴﺠﻬﺎ
ﺍﻟﻨﺴﺒﻲ.
ﻭﺻﻞ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﺍﻟﻰ)ﺍﻟﻠﺒﻨﻮﻳﺎ ( ﻋﺼﺮﺍ، ﻣﺨﺘﺮﻗﺎ ﺑﻌﺮﺑﺘﻪ
)ﺍﻟﺴﻔﻨﺠﺔ ( ﻛﻞ ﺇﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﺤﺐ ﺍﻟﻤﺮﺍﺑﻄﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ،
ﻣﻄﻤﺌﻨﺎ ﺣﻴﻦ ﻳﺮﻯ)ﺳﻮﻁ ﺍﻟﻤﻄﺮ ( ﺑﺄﻟﻮﺍﻧﻪ ﺍﻟﺰﺍﻫﻴﺔ ﻣﻌﻠﻘﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻳﻌﺰﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ ﻣﻘﻄﻮﻋﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻋﻦ
ﺍﻟﻔﺮﺡ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻮﺭﻱ ﻣﺤﻤﻼ ﺑﺸﻮﺍﻻﺕ ﺍﻟﺒﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﻔﺔ
)ﺍﻟﻮﻳﻜﺔ (. ﺇﺭﺗﺎﺣﺖ ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ)ﺍﻟﺴﻔﻨﺠﺔ ( ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ
ﺍﻟﻤﻌﻬﻮﺩ ﻣﻦ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺘﺒﻠﺪﻱ ﺑﻌﺪ ﺯﻓﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺣﺎﺏ
ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ، ﻫﺎ ﻗﺪ ﺗﺤﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺘﻘﺎﻓﺰ ﺍﻟﺸﻘﻲ ﺇﻟﻰ ﻗﻄﻊ
ﻭﺃﻛﻮﺍﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺤﻢ،)ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ( ﻳﺮﻗﺪ ﻋﻠﻰ)ﻋﻨﻘﺮﻳﺐ ﺍﻟﻘﺪ (،
ﻳﻤﺘﺺ ﺑﺘﻠﺬﺫ ﻋﻤﻴﻖ ﺷﺎﻱ)ﺍﻟﺮﺗﻴﻨﺔ ( ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻔﻲ ﺍﻟﺼﺪﺍﻉ،
)ﻛﺠﻮ ( ﻳﻔﺮﺩ ﺍﻟﻤﺸﻤﻊ ﺇﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍ ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﺷﺤﻨﺔ)ﺍﻟﻮﻳﻜﺔ (
ﻣﻦ ﺍﻱ ﺇﺣﺘﻤﺎﻝ ﺍﻥ ﺗﻔﺴﺪ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻣﻄﺎﺭ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ،)ﺍﻟﺮﺗﻴﻨﺔ (
ﺗﻘﻠﺐ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺎﺝ، ﺗﺴﺘﻌﺪ ﻟﻌﻤﻞ ﺷﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺮ،
)ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ( ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﺷﺮﺍﺏ ﺍﻟﺸﺎﻱ، ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﺑﻞ
ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻄﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﺗﺜﻴﺮ ﺷﻬﻴﺘﻪ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔ ﺩﻭﻣﺎ، ﺗﻌﺮﻑ
)ﺍﻟﺮﺗﻴﻨﺔ ( ﺫﻟﻚ، ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻋﻄﺘﻪ ﻃﻮﺣﺎﻝ ﺍﻟﻌﺘﻮﺕ)ﺍﺑﻮ ﺩﻣﺎﻡ (
ﻣﺸﻮﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﺮ، ﺑﻨﻬﻢ ﻣﻄﻤﺌﻦ ﻗﻀﻢ)ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ (،)ﺍﺑﻮ
ﺩﻣﺎﻡ ( ﺑﺄﺳﻨﺎﻧﻪ ﺍﻟﻤﺪﺭﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﺤﻮﻡ ﻭﻣﺴﺢ ﺷﺎﺭﺑﻪ ﺇﻋﻼﻧﺎ
ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺸﻮﺓ.
ﺇﻧﺘﻬﻰ)ﺟﻤﻌﺔ ﻛﺎﻓﻲ ﺗﻴﻪ ( ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ)ﺍﻟﺠﺒﺮﺍﻛﺔ (،
ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻃﺎﻣﻌﺎ ﻓﻲ ﺍﻥ ﺗﻬﻄﻞ، ﺻﻌﺪ ﻧﺤﻮ ﻗﻄﻴﺘﻪ،
ﻛﺎﻧﺖ)ﺍﻟﺠﺒﺮﺍﻛﺔ ( ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺤﺪﺭ ﺍﻟﻤﻼﺻﻖ ﻟﻠﻤﻨﺰﻝ ﺍﻟﻤﻜﻮﻥ
ﻣﻦ ﻗﻄﻴﺘﻴﻦ ﻭﺭﺍﻛﻮﺑﺔ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺣﻴﺚ
ﺗﺠﺎﻭﺭﻩ ﺷﺠﺮﺗﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﻨﺒﻖ، ﺻﻌﺪ ﺑﺨﻄﻮﺍﺕ ﻣﺘﻌﺒﺔ
ﺣﻴﺚ ﺍﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻦ، ﻫﺮﺏ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻥ،
ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺇﻧﻄﻠﻖ ﺩﻭﻥ ﻫﺪﻑ
ﻣﺤﺪﺩ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺮﺯﻕ، ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﺗﺰﻭﺟﻦ، ﻭﻫﺎ ﻫﻮ)ﺟﻤﻌﺔ ﻛﺎﻓﻲ
ﺗﻴﻪ ( ﻳﺒﺪﻭ ﻣﻨﻬﻜﺎ ﻭﻣﻬﺪﻭﺩﺍ ﺑﻔﻌﻞ ﺇﺻﺮﺍﺭﻩ ﺍﻟﻌﻨﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺪﺡ
ﻭﺍﻟﻜﺪ، ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﻔﺮ ، ﺯﻭﺟﺘﻪ)ﻛﺎﻛﺎ ( ﺗﺮﻗﺪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻌﻨﻘﺮﻳﺐ ﺍﻟﻤﻬﺘﻮﻙ ﺍﻟﻜﺮﺵ، ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﺎ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺁﻻﻡ،
ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﻋﺪﻩ ﺍﻷﻳﻤﻦ، ﺩﺍﻫﻤﺘﻬﺎ ﺃﻣﺮﺍﺽ ﺃﻫﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﺸﺨﻴﺺ
ﺣﻴﺚ ﻻ ﺷﻔﺨﺎﻧﺔ ﺃﻭ ﻣﺮﻛﺰ ﺻﺤﻲ، ﺗﺪﺍﻭﺕ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ
ﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ﺣﺴﺐ ﺧﺒﺮﺓ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ
ﺍﻻﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻟﺔ.
ﺩﺧﻞ)ﺟﻤﻌﺔ ﻛﺎﻓﻲ ﺗﻴﻪ ( ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﻄﻴﺔ، ﻛﺎﻧﺖ)ﻛﺎﻛﺎ ( ﺗﺌﻦ
ﻭﺗﺘﻘﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻢ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻨﻘﺮﻳﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺎﻭﻝ
ﻭﺑﺈﺻﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻤﻠﺺ ﻣﻦ ﻣﻬﻤﺘﻪ، ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﺎﺭﻙ)ﻛﺎﻛﺎ (
ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ، ﺟﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﻘﺮﺑﻴﻪ ﺍﻟﻤﺘﻬﺎﻟﻚ، ﺃﺧﺮﺝ
ﺑﺮﻣﺔ ﺍﻟﻌﺴﻞ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻁ ﺑﺎﻟﺴﻤﺴﻢ ﺍﻟﻤﺴﺤﻮﻥ ، ﺃﺧﺬ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻘﻤﺔ
ﺑﻤﻠﻌﻘﺔ ﺧﺸﺒﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺍﻟﻤﻠﻌﻘﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ،
ﻣﻀﻐﻬﺎ، ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻥ ﻳﺠﻌﻞ)ﻛﺎﻛﺎ ( ﺗﺸﺎﺭﻛﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ،
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺭﻓﻀﺖ ﻭﻫﺬﺍ ﺷﻲﺀ ﻋﺎﺩﻱ، ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮﺓ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﺇﺑﺘﻌﺪﺕ
ﻋﻦ ﺍﻷﻛﻞ ﺍﻻ ﻧﺎﺩﺭﺍ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻟﺒﻦ)ﺍﻟﻐﻨﻤﺎﻳﺔ (،
ﻭﻟﻜﻦ)ﺍﻟﻐﻨﻤﺎﻳﺔ ( ﻟﺪﻏﻬﺎ ﺛﻌﺒﺎﻥ ﻓﻤﺎﺗﺖ، ﻛﻞ ﻫﻤﻮﻡ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﺗﻤﺎﺭﺱ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﺪﺍﻥ)ﺟﻤﻌﺔ ﻛﺎﻓﻲ ﺗﻴﻪ ( ، ﻛﺜﺮﺕ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ، ﻳﻌﺪ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺑﻨﻔﺴﻪ، ﻳﺮﻋﺒﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻧﻴﻦ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ، ﻳﺮﻫﻘﻪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ)ﺍﻟﺠﺒﺮﺍﻛﺔ (، ﻳﻌﺬﺑﻪ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺍﻟﻰ
ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺕ، ﻳﺤﺲ ﺑﺎﻟﻈﻠﻢ ﺗﺠﺎﻩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ، ﻳﺤﺘﺎﺝ
ﺇﻟﻴﻬﻢ ، ﺍﻵﻥ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺑﻌﻴﺪﻭﻥ، ﺑﻌﻴﺪﻭﻥ ﺟﺪﺍ ﺣﻴﺚ
ﻻ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﺍﺑﺪﺍ، ﺧﺮﺝ ﺑﻌﻨﻘﺮﺑﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻄﻴﺔ ﻫﺎﺭﺑﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ
ﺍﻷﻧﻴﻦ، ﻭﺿﻌﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﻄﻴﺔ، ﺇﺳﺘﻠﻘﻰ ﻣﺤﺪﻗﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ،
ﺳﺤﺐ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﻭﺑﻴﻀﺎﺀ ﻭﺃﺧﺮﻯ ﻫﻲ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻮﻧﻴﻦ، ﻳﻘﺘﺮﺏ
ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ، ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﺘﻮﺍﺭﻯ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺴﺤﺐ،
ﻳﻄﺎﺭﺩﻩ ﺍﻷﻧﻴﻦ، ﻳﻌﺘﺪﻱ ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﻛﺮﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻠﺠﺄ ﺍﻟﻴﻬﺎ
ﻣﻌﻴﺪﺍ ﺍﺟﻤﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻳﺎﻡ، ﺍﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﻴﺄﺱ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺘﻤﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ
ﺩﺍﺋﻤﺎ، ﺷﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ، ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺇﺭﻫﺎﻕ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﺍﻥ
ﻳﻀﻌﻔﻪ ، ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﺣﻴﺎ ﻟﺤﻤﻞ ﻓﻴﻪ)ﻛﺎﻛﺎ ( ﺍﻟﻰ
ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ)ﺍﻟﺪﻟﻨﺞ (، ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎﻥ ﻭﻟﻜﻦ، ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ
ﺫﻫﺎﺑﻪ ﺍﻟﻰ)ﺍﻟﺪﻟﻨﺞ (، ﻳﺒﻴﻊ ﻛﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﺴﻞ ﺍﻟﻨﺤﻞ ﺍﻟﺘﻲ
ﺇﺳﺘﺨﺮﺟﻬﺎ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻭﻳﺸﺘﺮﻱ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺎﺕ ﻭﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻥ
ﻳﺴﺘﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺩﻛﺎﻥ)ﺣﻤﺪ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻲ ( ﻣﺒﻠﻐﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻳﻤﻜﻨﻪ
ﻣﻦ ﺗﺮﺣﻴﻞ)ﻛﺎﻛﺎ ( ﺍﻟﻰ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ)ﺍﻟﺪﻟﻨﺞ ( ﻋﺒﺮ ﻋﺮﺑﺔ ﺃﻭ
ﻛﺎﺭﻭ ﺃﻭ ﺣﻤﺎﺭ، ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺍﻥ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ، ﻣﻦ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ)ﺍﻧﻘﺎﺭﻛﻮ ( ﺍﻟﻰ)ﺍﻟﺪﻟﻨﺞ (.
ﺣﻴﻦ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻠﻴﻞ، ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒﺮﻭﻕ ﺗﻠﻤﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ، ﺍﻟﺮﻋﻮﺩ
ﺗﺴﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻠﻘﻲ
)ﺟﻤﻌﺔ ﻛﺎﻓﻲ ﺗﻴﻪ ( ﻛﻢ ﻳﺘﻤﻨﻰ ﺍﻥ ﺗﻘﺘﺮﺏ ﺍﻟﺴﺤﺐ ﺑﺒﺮﻭﻗﻬﺎ
ﻭﺭﻋﻮﺩﻫﺎ ﺍﻟﺼﺎﺧﺒﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻄﻐﻰ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻴﻦ)ﻛﺎﻛﺎ ( ﺍﻟﻤﻘﻠﻖ
ﻟﻠﺮﻭﺡ.
ﺑﻨﺸﻮﺗﻪ ﻛﻠﻬﺎ، ﺧﺮﺝ)ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ( ﺑﻌﺮﺑﺘﻪ)ﺍﻟﺴﻔﻨﺠﺔ ( ﻣﻦ
)ﺍﻟﻠﺒﻨﻮﻳﺎ ( ﻭﻟﻢ ﻳﻨﺲ ﺍﻥ ﻳﻌﺰﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﺤﻦ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ﺍﻟﺤﺰﻳﻦ،
ﺧﺮﺝ ﻣﻊ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ، ﺗﻼﺷﻰ ﺻﻮﺕ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻠﻮﺭﻱ ﺍﻟﻤﻐﻨﻲ ﻋﻦ
ﺁﺫﺍﻥ)ﺍﻟﺮﺗﻴﻨﺔ (، ﻳﺴﺎﺑﻖ ﺍﻟﺴﺤﺐ، ﺣﺼﺎﺭ ﺍﻟﻐﻤﺎﻡ ﺣﺼﺎﺭ
ﻣﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﻤﺴﻔﻠﺖ ﺣﺪﻳﺜﺎ، ﺷﺎﺭﻉ
)ﺍﻟﺪﺑﻴﺒﺎﺕ، ﻛﺎﺩﻭﻗﻠﻲ (، ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺍﻥ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ)ﺍﻟﺪﺑﻴﺒﺎﺕ (
ﻗﺒﻞ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻐﺪ ﺣﺘﻰ ﺗﺸﺤﻦ ﺷﻮﺍﻻﺕ)ﺍﻟﻮﻳﻜﺔ ( ﻋﻠﻰ ﻗﻄﺎﺭ
ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻤﺮ ﻣﻦ)ﻧﻴﺎﻻ ( ﻋﺒﺮ)ﺍﻟﺪﺑﻴﺒﺎﺕ ( ﺇﻟﻰ
)ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ (.
ﺭﻓﺾ)ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ( ﺍﻥ ﻳﺤﻤﻞ ﻣﻌﻪ ﺍﻱ ﺭﻛﺎﺏ ﺣﺮﺻﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﻥ ﻳﺼﻞ ﻗﺒﻞ ﻣﻮﻋﺪ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ، ﻭﺣﺮﺹ ﺧﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ
ﻓﻲ ﺧﻂ ﺳﻴﺮﻩ، ﺍﻥ ﻳﺮﺗﺎﺝ ﻣﺘﻰ ﻣﺎ ﺍﺭﺍﺩ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﻣﺘﻰ
ﻣﺎ ﺍﺭﺍﺩ ،)ﻛﺠﻮ ( ﻣﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﻌﺬﻭﺑﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻘﺲ ﻭﻳﺴﺘﻌﺪ
ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﻱﺀ، ﻣﺘﻤﺪﺩﺍ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺸﺤﻨﺔ ﺍﻟﻤﻐﻄﺎﺓ ﺑﺎﻟﻤﺸﻤﻊ
ﺍﻟﺜﻘﻴﻞ، ﻳﺪﺍﻋﺒﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺍﻟﻴﻘﻆ، ﺗﺸﻖ ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ)ﺍﻟﺴﻔﻨﺠﺔ (
ﻋﺘﻤﺔ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻟﺤﺎﻟﻚ، ﻭﺑﺼﻮﺕ)ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ( ﺍﻟﻤﺘﺮﻧﻢ ﺑﻤﻘﺎﻃﻊ
ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺑﻴﺖ، ﻳﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺍﺱ ﺍﻟﺒﻨﺰﻳﻦ ﻣﺘﺤﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﻏﻨﺎﺀ
ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ، ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﺼﺮﺥ، ﺗﺒﻜﻲ، ﺗﻀﺤﻚ ، ﺗﺌﻦ ، ﺍﻟﺮﻋﻮﺩ
ﻻ ﺗﻤﻠﻚ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﺇﻻ ﺍﻥ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻣﺴﺘﻌﻴﺮﺓ ﺻﻮﺕ
ﺍﻟﻄﺒﻮﻝ ﺍﻟﻬﺪﺍﺭ،)ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ( ﻣﺴﺘﻤﺘﻌﺎ ﺑﺘﺤﻜﻤﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﺪﺭﻛﺴﻮﻥ، ﻧﺴﺎﺋﻢ ﺭﻃﺒﺔ، ﺧﺮﻳﻔﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﺋﺤﺔ ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻧﺸﻮﺓ
)ﻛﺠﻮ ( ﺍﻟﻤﺴﺘﻠﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﺤﻨﺔ)ﺍﻟﻮﻳﻜﺔ (،)ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ (
ﻳﻜﺸﺢ ﺳﻔﺔ ﺗﻤﺒﺎﻙ ﻋﻠﻰ ﻓﻤﻪ ﻣﺘﻮﻗﻔﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺮﻧﻢ ﻣﻐﻴﺮﺍ
ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ ﻷﻧﻐﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ ﺑﺘﺤﻮﻳﻠﻪ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﻰ ﻧﻤﺮﺓ
ﺛﻼﺛﺔ ﺍﻟﻰ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺑﻤﺘﻌﺔ ﻋﺎﺯﻑ ﻣﺎﻫﺮ، ﺃﻧﻮﺍﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ ﺗﺴﻘﻂ
ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﺑﺠﺎﻧﺒﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﺗﺒﺪﻭ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻣﺘﺒﺮﺟﺔ ﻓﻲ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺗﺴﺘﻌﺪ ﻟﻌﺸﻴﻘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻄﺮ، ﻳﻄﻠﻖ)ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ (
ﻟﻌﺮﺑﺘﻪ ﻋﻨﺎﻥ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﺫﺍﻛﺮﺗﻪ ﺍﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﺍﻷﻫﻞ
ﺑـ )ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ (، ﻳﺤﻠﻢ ﺑﺎﻧﺘﻬﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺳﻢ ﻟﻴﻌﻮﺩ ﻣﺤﻤﻼ
ﺑﺎﻟﺜﺮﻭﺓ، ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻥ ﻳﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻠﺐ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﺮﻭﺡ، ﻫﺎ ﻫﻮ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺷﻮﻕ
ﺷﺪﻳﺪ، ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻓﻊ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ ﻟﻺﻧﺘﻬﺎﺀ ﻣﻦ
ﻣﻬﻤﺘﻬﺎ ﻟﻴﻌﻮﺩ ﺳﺮﻳﻌﺎ ﺍﻟﻰ)ﻛﺎﺩﻭﻗﻠﻲ ( ، ﻟﻴﺲ ﻣﻬﻤﺎ ﻫﻨﺎ
)ﻛﺎﺩﻭﻗﻠﻲ ( ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻥ ﻳﺮﺗﺎﺡ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ
ﻓﻲ)ﺍﻟﻠﺒﻨﻮﻳﺎ (، ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺍﻥ ﻳﺸﺮﺏ ﺍﻟﻠﺒﻦ ﻓﻲ ﺍﻱ ﻭﻗﺖ
ﻳﺸﺎﺀ، ﻭﺣﻴﺚ ﺗﻬﻴﻢ ﺭﻭﺣﻪ ﺍﻟﻌﺎﺷﻘﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﻻ ﺣﺰﻥ ﺗﺒﻌﺜﻪ
ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ.
ﻓﺮﺡ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻋﻤﻴﻖ ﺍﺣﺘﻞ ﻣﺴﺎﺣﺘﻪ ﻓﻲ ﺃﺣﺎﺳﻴﺲ)ﺟﻤﻌﺔ
ﻛﺎﻓﻲ ﺗﻴﻪ ( ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻴﻦ)ﻛﺎﻛﺎ ( ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ، ﺃﻫﺪﺕ
ﺍﻟﺴﺤﺐ ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺭﺣﻴﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻗﺮﻳﺔ)ﺍﻧﻘﺎﺭﻛﻮ ( ﺃﻣﻄﺎﺭﺍ
ﻏﺰﻳﺮﺓ ، ﺇﻧﺘﺸﺖ ﺍﻷﺭﺽ، ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻣﺎﺭﺳﺖ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﻫﻮ
ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﻣﻦ ﻓﺮﺣﺘﻬﺎ ﺑﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﺨﺼﻮﺑﺔ، ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ)ﺟﻤﻌﺔ
ﻛﺎﻓﻲ ﺗﻴﻪ ( ﻓﺮﺣﺎ ﻭﻣﺤﺎﻃﺎ ﺑﺎﻟﻨﺸﻮﺓ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻥ ﺑﺬﻭﺭ
)ﺍﻟﺠﺒﺮﺍﻛﺔ ( ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺍﻵﻥ ﺍﻥ ﺗﻄﻤﺌﻦ ﺍﻟﻰ ﺧﺮﻭﺟﻬﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ ﻣﻌﻠﻨﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﺑﺮﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﻧﻴﻦ ﺍﻷﺯﻟﻲ ﻭﺍﻟﺪﺍﺋﻢ
ﺇﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻥ ﻳﺤﺲ ﺑﺎﻟﺮﻏﺒﺔ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺤﺮﻙ
ﺑﻨﺸﺎﻁ ﻣﻜﺜﻒ ﻧﺤﻮ ﺗﻠﻚ)ﺍﻟﺒﺨﺲ ( ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺴﻞ ﺍﻟﻨﺤﻞ،
ﺟﻤﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻴﺲ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﺲ ﺍﻥ ﻳﻼﻃﻒ)ﻛﺎﻛﺎ ( ﺣﺘﻰ
ﺗﺸﺮﺏ ﻛﻢ ﺟﺮﻋﺔ ﻣﻦ ﻋﺴﻞ ﺍﻟﻨﺤﻞ ﻭﺗﻮﺍﺻﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﻧﻴﻦ،
ﺻﻨﻊ ﻧﺎﺭﺍ ﺑﻴﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻘﻄﻴﺔ ﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ
ﺭﻃﻮﺑﺔ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ، ﻭﻟﻴﺼﻨﻊ ﻋﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﺪﺧﻦ ﻛﻲ ﻳﻔﻄﺮ ﺑﻬﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﻳﺴﺎﻓﺮ ﺍﻟﻰ)ﺍﻟﺪﻟﻨﺞ (، ﺑﻤﺘﻌﺔ
ﺧﺎﺻﺔ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ)ﺟﻤﻌﺔ ﻛﺎﻓﻲ ﺗﻴﻪ ( ﻣﻊ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﻌﺼﻴﺪﺓ
ﻣﺴﺘﻤﺘﻌﺎ ﺑﺼﻮﺕ ﺿﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺻﺨﻮﺭ ﺍﻟﺠﺒﻞ
ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ، ﺗﻔﺎﺅﻝ ﻣﻤﺘﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺻﺎﺑﻪ ﺣﻴﻦ ﺗﺤﺴﺲ
)ﺑﺨﺲ ( ﻋﺴﻞ ﺍﻟﻨﺤﻞ ﻭﻫﻲ ﺗﺴﺘﺮﻳﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻴﺲ، ﻃﻤﻮﺡ
ﻋﻤﻴﻖ ﻓﻲ ﺍﻥ ﺭﺣﻠﺘﻪ ﻏﺪﺍ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻧﺎﺟﺤﺔ
ﻭﺭﺃﻯ ﻓﻲ ﺧﻮﺍﻃﺮﻩ)ﻛﺎﻛﺎ ( ﻭﻫﻲ ﻣﻌﺎﻓﺎﺓ ﺗﺤﺶ ﺍﻟﺤﺸﺎﺋﺶ
ﻣﻦ)ﺍﻟﺠﺒﺮﺍﻛﺔ ( ﻭﺗﻀﺤﻚ ﺑﺼﻮﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺡ ﺣﻴﻦ ﻳﺘﺬﻛﺮﻭﻥ
ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺕ، ﺭﺃﻯ ﺍﻧﻪ ﺍﺷﺘﺮﻯ)ﻏﻨﻤﺎﻳﺔ ( ﻭﺣﻤﺎﺭﺍ ﺃﺑﻴﻀﺎ
ﻭﻣﺨﺰﻥ ﺍﻟﺬﺭﺓ ﻣﻤﺘﻠﻲﺀ ﺣﺘﻰ ﺍﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ
ﺻﻔﺎﺋﺢ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻘﻄﻴﺔ، ﺭﺃﻯ)ﺟﻤﻌﺔ ﻛﺎﻓﻲ ﺗﻴﻪ (، ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻮﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺼﺨﺮﻳﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺒﺨﻞ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﺑﻨﻤﻮ ﺍﻟﺒﺬﺭﺓ، ﺭﺃﻯ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﻫﻮ
ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻥ ﻳﺼﻨﻊ ﻋﺼﻴﺪﺗﻪ ﺍﻟﺼﺒﺎﺣﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﻔﺮﺍﻛﺔ.
ﻓﺸﻠﺖ ﻛﻞ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ)ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ( ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ﻣﻦ
ﺍﻟﺴﺤﺐ ، ﺩﺍﻫﻤﺘﻪ ﺍﻣﻄﺎﺭ ﻏﺰﻳﺮﺓ، ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺍﺑﺪﺍ،)ﻛﺠﻮ (
ﺗﻐﻄﻲ ﻭﺗﺤﻤﻞ ﻟﺴﻌﺎﺕ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ﺑﺼﺒﺮ ﻣﺠﺮﺏ ﻭﺧﺒﺮﺓ
ﺻﺒﻮﺭﺓ ، ﺃﺿﺎﻓﺖ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺻﻮﺕ ﻣﻤﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻧﻐﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺼﺪﺭﻫﺎ ﻋﺮﺑﺔ)ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ (، ﺻﻮﺕ ﺳﻘﻮﻁ ﺣﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻄﺮ
ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺃﻏﺼﺎﻥ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻔﻠﺖ،
ﺗﻮﻗﻒ)ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ( ﻓﻲ ﻣﺤﻄﺔ)ﺍﻟﻜﺮﻗﻞ (، ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ
ﻟﺬﻟﻚ ﻫﻲ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺒﺮﻭﺩﺓ، ﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ﻣﺘﻮﺍﺻﻠﺔ،
ﺍﻟﺘﻌﺐ ﻭﺣﺪﻩ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ)ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ( ﻳﺴﺘﺮﻳﺢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﺤﻄﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ، ﻣﺎ ﻋﺪﺍ)ﺣﻤﻴﺪﺍﻥ ( ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺍﻟﻬﺮﻡ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﻄﻌﻢ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺿﻊ ﺍﻟﻤﺒﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺶ
ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺭﺍﻛﻮﺑﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺗﺘﻨﺎﺛﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻨﺎﻗﺮﻳﺐ ﺍﻟﻤﺘﻬﺎﻟﻜﺔ،
ﺍﻟﻄﻘﺲ ﻳﺤﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ، ﺗﻨﺎﻭﻝ
)ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ( ﺍﺣﺪ ﺍﻟﻌﻨﺎﻗﺮﻳﺐ ﻭﻭﺿﻌﻪ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺍﻛﻮﺑﺔ
ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻀﻤﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻑﺀ ﻭﻳﺘﻔﺎﺩﻯ ﻗﻄﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻨﺰﻝ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻘﻒ، ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻧﺎﻡ.
ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﻏﺶ ﺍﻟﻤﺒﻠﻞ ﺑﺎﻷﻣﻄﺎﺭ، ﺻﺒﺎﺡ ﻣﺘﺮﻉ ﻭﻧﻘﻲ، ﺃﻛﻞ
)ﺟﻤﻌﺔ ﻛﺎﻓﻲ ﺗﻴﻪ ( ﻋﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﺪﺧﻦ ﺑﺎﻟﻌﺴﻞ، ﻻﻃﻒ)ﻛﺎﻛﺎ (
ﺣﺘﻰ ﺃﻛﻠﺖ ﻣﻌﻪ ﻣﺎ ﺗﻴﺴﺮ ﻟﻬﺎ، ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻜﻴﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ
ﺑﺨﺲ ﻋﺴﻞ ﺍﻟﻨﺤﻞ ﻭﻧﻈﺮ ﺍﻟﻰ)ﻛﺎﻛﺎ ( ﻧﻈﺮﺓ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻥ
ﻳﺠﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻄﻤﺌﻦ، ﺇﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻥ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻗﻠﻴﻼ ﻭﺗﻌﻮﺩ ﻛﻤﺎ
ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺸﻄﺔ ﻭﻣﺮﺣﺔ ﻭﺗﺤﺐ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺤﻨﺎﻥ
ﺃﺻﻴﻞ ﻭﻗﺪﻳﻢ ﻗﺪﻡ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻌﻬﺎ، ﺣﻤﻞ ﻋﺼﺎﻩ
ﻭﺧﺮﺝ، ﺇﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻥ ﻳﻘﻄﻊ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﻣﻦ)ﺍﻧﻘﺎﺭﻛﻮ ( ﻭﺣﺘﻰ
)ﺍﻟﺪﻟﻨﺞ ( ﺑﺮﺟﻠﻴﻪ ﻣﺘﻴﻘﻨﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺸﻲ ﻓﻲ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺨﺮﻳﻔﻲ ﻻ ﻳﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺐ، ﻛﻤﺎ ﺍﻥ
ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻃﻮﻳﻠﺔ، ﺣﺘﻤﺎ ﺳﻴﻌﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻟﻴﺮﺟﻊ ﻓﻲ
ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﻐﺪ ﻭﻣﻌﻪ)ﻛﺎﻛﺎ ( ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ، ﺧﺮﺝ ﻣﻦ
ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻣﺘﺠﻬﺎ ﻧﺤﻮ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻹﺳﻔﻠﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﺩ ﺍﻟﻰ)ﺍﻟﺪﻟﻨﺞ (
ﻣﺎﺭﺍ ﺑﺴﻮﻕ)ﺍﻧﻘﺎﺭﻛﻮ ( ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﺒﺎﺋﺴﺔ، ﺧﻄﻮﺍﺗﻪ ﺗﺒﺪﻭ
ﻧﺸﻄﻪ، ﺗﺨﻠﺖ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﺭﻫﺎﻕ، ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻥ ﺗﺘﻮﺍﻓﻖ ﻣﻊ
ﺁﻣﺎﻟﻪ ﻭﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﺻﺮﺍﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.
ﺷﺮﺏ)ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ( ﻟﺒﻨﺎ ﺳﺎﺧﻨﺎ ﺟﻬﺰﻩ ﻟﻪ)ﺣﻤﻴﺪﺍﻥ ( ﻓﻲ
ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ، ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ، ﻭﺧﺮﺝ ﻣﻦ)ﺍﻟﻜﺮﻗﻞ ( ﺑﺒﺎﻗﻲ
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻌﺎﺱ، ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻤﻬﻼ ﻓﻲ ﺳﻴﺮﻩ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻥ ﻳﺴﺘﻤﺘﻊ
ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺨﺮﻳﻔﻲ ﺍﻟﻐﺎﺋﻢ ﻭﻣﻄﻤﺌﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻭﺻﻮﻟﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻮﻋﺪ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩ ﻟﻠﻘﻄﺎﺭ ﻣﺘﻮﻗﻌﺎ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻣﺘﺄﺧﺮﺍ
ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ.
ﺧﻄﻮﺍﺕ)ﺟﻤﻌﺔ ﻛﺎﻓﻲ ﺗﻴﻪ ( ﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﻧﺸﻄﻪ ﻣﺘﺠﻬﺔ ﻧﺤﻮ
ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻹﺳﻔﻠﺖ، ﻳﺤﻤﻞ ﻣﻌﻪ ﻛﻴﺲ ﻋﺴﻞ ﺍﻟﻨﺤﻞ، ﻋﺼﺎﻩ
ﺗﻀﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺘﻮﺍﻓﻘﺔ ﻣﻊ ﺇﻳﻘﺎﻉ ﺧﻄﻮﺍﺗﻪ، ﻳﻤﺸﻲ
ﻭﻳﺤﻠﻢ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻹﺳﻔﻠﺖ، ﺇﺗﺠﻪ ﻧﺤﻮ
)ﺍﻟﺪﻟﻨﺞ ( ﻣﺤﺎﺫﻳﺎ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ، ﺧﻮﺍﻃﺮﻩ
ﺗﺴﺒﻖ ﺧﻄﻮﺍﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺭﺣﻠﺘﻪ ﻫﺬﻩ ، )ﻛﺎﻛﺎ (
ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻣﺘﻌﺎﻓﻴﺔ، ﺣﻤﺎﺭ ﺃﺑﻴﺾ ﻃﻮﻳﻞ، ﻣﺮﺍﺡ
ﻣﻦ ﺍﻷﻏﻨﺎﻡ،)ﻛﺎﻛﺎ ( ﺗﺤﻠﺐ ﺍﻟﻠﺒﻦ، ﺍﻟﺠﺒﺮﺍﻛﺔ ﺗﺨﻀﺮ
ﻭﻳﻤﺘﻠﻲﺀ ﻣﺨﺰﻥ ﺍﻟﻌﻴﺶ، ﻳﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺫﺍﺓ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻭﻻ ﻳﻬﺘﻢ
ﻣﻄﻠﻘﺎ ﺑﺎﻟﻠﻮﺍﺭﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺩﻭﻥ ﺍﺩﻧﻰ ﺇﻟﺘﻔﺎﺕ
ﺍﻟﻴﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﺍﻧﻪ ﻻ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺈﻳﻘﺎﻓﻬﺎ، ﻣﻬﺘﻤﺎ ﻓﻘﻂ ﺑﺄﺣﻼﻣﻪ
ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻫﻜﺬﺍ، ﻳﻤﺸﻲ)ﺟﻤﻌﺔ
ﻛﺎﻓﻲ ﺗﻴﻪ (، ﻗﺎﺻﺪﺍ)ﺍﻟﺪﻟﻨﺞ ( ﻧﺎﺳﻴﺎ ﻛﻞ ﺇﺭﻫﺎﻕ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ،
ﺗﺎﺭﻛﺎ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﺃﻧﻴﻦ)ﻛﺎﻛﺎ ( ﺍﻟﻤﺮﻫﻖ.
ﻳﺤﻴﻲ)ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ( ﺍﻟﺤﻼﻝ ﻭﺍﻟﻘﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﺮ ﺑﻬﺎ ﺑﺬﻟﻚ
ﺍﻟﺒﻮﺭﻱ ﺍﻟﻤﻐﻨﻲ، ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺒﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻳﺮﻯ ﺍﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺰﺍﺭﻋﻴﻦ
ﻭﻻ ﻳﻨﺴﻰ ﺍﻥ ﻳﺪﺍﻋﺒﻬﻢ ﺑﺘﺤﻴﺔ ﺣﺎﺭﺓ، ﺃﺳﺮﺍﺏ ﻣﻦ ﺟﺪﺍﺩ
ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﺗﺴﺮﺡ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﺷﺠﺎﺭ، ﻋﺼﺎﻓﻴﺮ ﻣﻠﻮﻧﺔ ﺗﺘﻘﺎﻓﺰ
ﻋﻠﻰ ﺃﻏﺼﺎﻥ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﺰﻫﻮﺓ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ، ﻳﺘﺮﻧﻢ)ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ (
ﻭﻳﻤﺎﺭﺱ ﻋﺰﻓﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﺯﺩﺍﺩﺕ ﺳﺮﻋﺘﻬﺎ ،
)ﻛﺠﻮ ( ﻣﺴﺘﻠﻘﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺤﻨﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻴﻘﻈﺔ ﺍﻟﻨﺎﺋﻤﺔ،
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ ﺗﺠﺮﻱ ﻭﺗﻌﺰﻑ ﺃﻧﻐﺎﻣﺎ ﺗﺨﻠﻮ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﺤﺰﻥ،)ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ( ﻧﻘﻞ ﻓﺮﺣﺘﻪ ﺍﻟﻤﺸﺒﻮﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﺭﻣﺔ ﺇﻟﻰ
ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺣﺮﻛﺔ ﺭﺟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺍﺱ ﺍﻟﺒﻨﺰﻳﻦ
ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻐﻴﻴﺮﻩ ﻟﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﻧﻤﺮﺓ ﺍﻟﻰ ﻧﻤﺮﺓ
ﻣﺘﺤﻜﻤﺎ ﻭﺑﻤﺘﻌﺔ ﻓﻲ)ﺍﻟﺘﻌﺸﻴﻘﺔ ( ﻭﺍﻟﺪﺭﻛﺴﻮﻥ ، ﻳﺘﻔﺎﺩﻯ
ﻣﺮﺍﺡ ﻣﻦ ﺍﻷﻏﻨﺎﻡ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻥ ﻳﻌﺒﺮ ﺍﻻﺳﻔﻠﺖ .
ﻣﺴﺘﻤﺘﻌﺎ ﺑﺨﻄﻮﺍﺗﻪ ﻭﺧﻮﺍﻃﺮﻩ ﻛﺎﻥ)ﺟﻤﻌﺔ ﻛﺎﻓﻲ ﺗﻴﻪ (
ﻳﻤﺸﻲ ﻭﻳﻤﺸﻲ ﻭﻳﻤﺸﻲ، ﺣﺎﻟﻤﺎ ﺑﻨﻬﺎﻳﺔ ﺃﺯﻣﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺼﻴﺔ ،
ﻳﺮﻯ ﺍﻭﻻﺩﻩ ﻗﺮﻳﺒﻴﻦ ﺑﺪﻻ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻡ ﺑﺴﺒﺐ
ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻭﺍﻷﺭﺯﺍﻕ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻳﺤﻮﻝ ﺩﻭﺍﺧﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﺡ ﻳﻘﻮﺩ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻨﺔ، ﺑﻨﺸﺎﻁ، ﺑﺤﻴﻮﻳﺔ، ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻷﻣﺎﻡ
ﻣﺴﺘﻤﺪﺓ ﻗﻮﺓ ﺩﻓﻌﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، ﻳﻤﺸﻲ ﻻ
ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ ، ﻻﻳﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻠﻮﺍﺭﻱ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺘﺨﻄﺄﻩ ، ﻏﺎﺭﻗﺎ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻪ ، ﺗﻤﺘﺰﺝ ﺧﻴﺎﻻﺗﻪ ﺍﻟﻤﺘﻔﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄﻧﻴﻦ
)ﻛﺎﻛﺎ ( ﻓﻴﺨﺎﻑ ﺍﻥ ﻳﻬﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ، ﻳﻘﺎﻭﻡ ﺑﺘﻠﻚ
ﺍﻷﺣﻼﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻥ)ﻛﺎﻛﺎ ( ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ
)ﺍﻟﺪﻟﻨﺞ ( ﺗﺤﺐ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺗﻤﺎﺭﺱ ﺣﻴﻮﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ
ﻛﻠﻪ، ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ،)ﺍﻟﺠﺒﺮﺍﻛﺔ (، ﻭﺣﺘﻰ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺻﻨﻊ
ﺍﻟﻌﺼﻴﺪﺓ.. ﻓﻴﻤﺸﻲ ﻭﻳﻤﺸﻲ ﻭﻳﻤﺸﻲ.
)ﻛﺎﻛﺎ ( ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻘﻄﻴﺔ ﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﺗﺌﻦ، ﻭﻭﺩﻋﺖ ﺯﻭﺟﻬﺎ
ﺑﻌﻴﻨﻴﻦ ﻓﺎﺗﺮﺗﻴﻦ، ﻻ ﺗﻘﻮﻯ ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻥ
ﺗﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻨﻘﺮﻳﺐ، ﻭﺣﻴﺪﺓ ﻭﺳﻂ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻘﺲ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺸﺠﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻘﺪﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ، ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻥ
ﺗﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﺭﻗﺪﺗﻬﺎ ﻓﺴﻘﻄﺖ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻨﻘﺮﻳﺐ، ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺍﻵﻥ
ﺍﻥ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻨﻘﺮﻳﺐ ، ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺑﻤﺸﻘﺔ ﺗﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﺫﻟﻚ ﺍﻷﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ. ، ﺍﻧﻬﺎ ﺗﺤﺎﻭﻝ.
ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ)ﺍﻟﺴﻔﻨﺠﺔ ( ﺗﺠﺮﻱ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺮﻗﺺ ﻓﺮﺣﺔ ﺑﻜﻞ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻨﻘﺎﺀ ﺍﻟﺨﺮﻳﻔﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ، ﺗﺨﻄﻰ
ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﻗﺮﻳﺔ)ﺍﻧﻘﺎﺭﻛﻮ ( ﻣﺘﺠﻬﺎ ﺇﻟﻰ)ﺍﻟﺪﻟﻨﺞ ( ﺑﻌﺪ ﺍﻥ
ﺧﺺ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺑﺘﺤﻴﺔ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﻮﺭﻱ ﺍﻟﻤﻐﻨﻲ، ﻟﻮﺡ ﻟﻪ
ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﺑﺎﻟﺘﺤﻴﺔ.
ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﻠﻮﺍﺭﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺮﺕ ﻋﻠﻰ)ﺟﻤﻌﺔ
ﻛﺎﻓﻲ ﺗﻴﻪ ( ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎﻙ، ﺇﻟﻰ)ﺍﻟﺪﻟﻨﺞ (
ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﺤﻘﻖ ﺍﺣﻼﻣﻪ، ﻣﺮﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ)ﺍﻟﺴﻔﻨﺠﺔ (،
ﻋﺮﺑﺔ)ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ( ﺑﻪ، ﺗﺠﺎﻭﺯﺗﻪ ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﻗﺬﻑ
)ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ( ﻋﻠﻰ ﺍﺫﻧﻴﻪ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ ﺍﻟﺤﻤﻴﻤﺔ، ﻟﻢ ﻳﻬﺘﻢ
)ﺟﻤﻌﺔ ﻛﺎﻓﻲ ﺗﻴﻪ ( ﻟﺬﻟﻚ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ﻭﻣﺎ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻣﺮﺕ ﺑﻪ
ﺍﻟﻠﻮﺍﺭﻱ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﺎﺕ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻫﺬﻱ،
ﺗﺘﺠﺎﻭﺯﻩ ﺍﻟﻌﺮﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﻠﻮﺍﺭﻱ ﻭﻫﻮ ﻳﻤﺸﻲ، ﻳﻤﺸﻲ ﺑﺨﻄﻮﺍﺗﻪ
ﻭﺧﻮﺍﻃﺮﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﻤﺔ.
ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺗﺠﺎﻭﺯ)ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ( ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﺴﻦ ﺑﻤﺴﺎﻓﺔ
ﺑﻌﻴﺪﺓ، ﻓﺠﺄﺓ ﻗﺮﺭ ﺍﻥ ﻳﻨﺤﺎﺯ ﻟﻜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺍﻟﺬﻱ
ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻪ، ﻗﺮﺭ ﺍﻥ ﻳﺼﺤﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﺴﻦ ﻣﻌﻪ،
ﺃﻭﻗﻒ ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ، ﺑﻤﺘﻌﺔ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﻋﺪﻝ ﻭﺿﻊ)ﺍﻟﺘﻌﺸﻴﻘﺔ ( ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺨﻠﻒ ﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﺴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻋﻰ)ﺟﻤﻌﺔ ﻛﺎﻓﻲ
ﺗﻴﻪ (، ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﺑﺄﻧﻐﺎﻡ ﻓﺮﺣﺔ ﺟﺪﺍ،)ﺟﻤﻌﺔ
ﻛﺎﻓﻲ ﺗﻴﻪ ( ﺧﻄﻮﺍﺗﻪ ﺍﻟﻨﺸﻄﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﺎﻡ، ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺨﻠﻒ، ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺍﻷﺣﻼﻡ ﻛﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﺎﻡ، ﻛﺎﻥ)ﺟﻤﻌﺔ
ﻛﺎﻓﻲ ﺗﻴﻪ (، ﺗﺎﺋﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻓﻜﺎﺭﻩ ﻭﺧﻴﺎﻻﺗﻪ ﺣﻴﻦ ﺍﻭﻗﻒ
)ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ( ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ ﺍﻣﺎﻣﻪ، ﻗﺎﺋﻼ-
ﺍﺭﻛﺐ ﻳﺎ ﻋﻤﻨﺎ
ﻭﺍﺻﻞ ﻭﻳﻦ؟(
) ﻣﺎﺷﻲ ﺩﻟﻨﺞ(
ﺑﻔﺮﺡ ﻣﻤﺰﻭﺝ ﺑﺎﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻥ ﻳﻄﺎﻟﺒﻪ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﺑﺎﻷﺟﺮﺓ.
) ﺍﺭﻛﺐ ﺣﻨﻮﺻﻠﻚ.(
) ﻗﺮﻭﺵ ﻣﺎﻓﻲ( ، ﻗﺎﻝ)ﺟﻤﻌﺔ ﻛﺎﻓﻲ ﺗﻴﻪ ( ﺑﻜﻞ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﺼﺪﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﻳﻬﺰﻡ ﺍﻟﻔﻘﺮ.
) ﻳﺎ ﺣﺎﺝ ﻗﺮﻭﺵ ﺷﻨﻮ؟ ، ﺍﺭﻛﺐ ﻳﺎﺧﻲ(
)ﻛﺠﻮ ( ﺳﺎﻋﺪ)ﺟﻤﻌﺔ ﻛﺎﻓﻲ ﺗﻴﻪ ( ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻮﺩ، ﺃﺟﻠﺴﻪ
ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﺤﻨﺔ)ﺍﻟﻮﻳﻜﺔ ( ﻭﺗﺤﺮﻙ)ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ( ﺑﻌﺮﺑﺘﻪ ﺍﻟﻰ
ﺍﻷﻣﺎﻡ، ﺇﺯﺩﺍﺩ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻟﺪﻯ)ﺟﻤﻌﺔ ﻛﺎﻓﻲ ﺗﻴﻪ (،
ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻥ ﺍﺭﺽ ﺍﺣﻼﻣﻪ ﻗﺪ ﺍﺻﺒﺤﺖ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﺍﻟﻤﺤﺴﻦ.
ﻓﻲ ﻏﻤﺮﺓ ﻧﺸﻮﺗﻪ ﻛﺎﻥ)ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ( ﻳﺴﺮﻉ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﻧﻪ
ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﺍﻥ ﻳﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻣﺮﺍﺡ ﻣﻦ ﺍﻷﻏﻨﺎﻡ، ﺣﺎﻭﻝ
ﺍﻥ ﻳﺘﻔﺎﺩﺍﻩ ﺑﺴﺮﻋﺔ، ﻣﺎﻟﺖ ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ، ﻭﺳﻘﻂ)ﺟﻤﻌﺔ ﻛﺎﻓﻲ
ﺗﻴﻪ ( ﻣﻘﺬﻭﻓﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺎﺩﻱ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ، ﺳﻘﻂ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ
ﺷﺤﻨﺔ)ﺍﻟﻮﻳﻜﺔ ( ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻹﺳﻔﻠﺖ،
ﺳﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺭﻗﺒﺘﻪ ، ﺩﻕ ﻋﻨﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻔﻠﺖ، ﺻﺎﺡ
)ﻛﺠﻮ ( ﺑﻬﻠﻊ ﻛﻲ ﻳﺘﻮﻗﻒ)ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ( ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﻗﻒ ﺑﻌﺪ
ﻓﺘﺮﺓ-
ﺍﻟﺮﺍﺟﻞ ﻭﻗﻊ(
) ﻳﺎ ﺯﻭﻝ؟(
ﺭﺟﻌﺖ ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﻣﺮﺓ ﺍﺧﺮﻯ، ﻧﺰﻝ)ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ( ﻭ
)ﻛﺠﻮ (، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻗﺪ)ﺟﻤﻌﺔ ﻛﺎﻓﻲ ﺗﻴﻪ ( ﺟﺜﺔ ﻫﺎﻣﺪﺓ،
ﻣﺎﺕ ، ﺑﻜﻰ)ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ( ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺴﻤﻮﻉ، ﺑﻜﻰ ﻷﻧﻪ ﺃﺣﺲ
ﺑﺎﻟﻨﺪﻡ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺃﺻﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﻳﺮﻛﺐ ﻣﻌﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ
ﺍﻟﻤﺴﻦ؟ ، ﺍﺻﺮﺍﺭ ﻏﺮﻳﺐ، ﺭﺟﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻌﺮﺑﺘﻪ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ
ﻳﻄﻠﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺫﻟﻚ، ﻣﺎﺕ)ﺟﻤﻌﺔ ﻛﺎﻓﻲ ﺗﻴﻪ ( ﺑﻴﻦ
)ﺍﻧﻘﺎﺭﻛﻮ ( ﻭ )ﺍﻟﺪﻟﻨﺞ (، ﺑﻴﻦ ﺍﺣﻼﻣﻪ ﻭﺃﻣﺎﻧﻴﻪ ﻭﺭﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻥ
ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.
ﺣﻴﻦ ﺳﻘﻂ)ﺟﻤﻌﻪ ﻛﺎﻓﻲ ﺗﻴﻪ ( ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻠﻮﺭﻱ
ﺍﻟﻘﺪﺭﻱ ﺟﺪﺍ، ﻛﺎﻧﺖ)ﻛﺎﻛﺎ ( ﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺍﻥ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻌﻨﻘﺮﻳﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻘﻄﺖ ﻣﻨﻪ ﻭﺣﻴﻦ ﻟﻔﻆ)ﺟﻤﻌﺔ ﻛﺎﻓﻲ ﺗﻴﻪ (
ﺃﻧﻔﺎﺳﻪ ﺍﻟﻄﻤﻮﺣﺔ ﻭﺍﻟﻐﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﻔﻠﺖ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻛﺎﻧﺖ
)ﻛﺎﻛﺎ ( ﻗﺪ ﺯﺣﻔﺖ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻘﻄﻴﺔ ﻭﺑﻤﺠﻬﻮﺩ ﻣﻀﻦ ﺟﺪﺍ،
ﻣﺪﺕ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺧﺎﺭﺝ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻘﻄﻴﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻘﻴﺔ ﺟﺴﺪﻫﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ، ﺇﺳﺘﻨﺸﻘﺖ ﺑﻌﻤﻖ ﻫﻮﺍﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺨﺮﻳﻔﻲ
ﺍﻟﻐﺎﺋﻢ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﻴﺚ ﺫﻫﺐ)ﺟﻤﻌﺔ ﻛﺎﻓﻲ
ﺗﻴﻪ ( ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺍﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﺇﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﻭﺻﻮﻟﻪ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ
8 ﺩﻗﺎﺋﻖ · ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ