ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺘﺤﺎﺷﻮﻥ ﻧﻘﺪ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ؟
5 ﻣﺎﻳﻮ2016 ،
ﺑﺎﺑﻜﺮ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﺎﺑﻜﺮ - ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ
*ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﻻ
ﻓﻲ ﺳﻮﺀ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ! *ﺃﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺣﺴﻦ ﻣﻜﻲ
ﺍﻥ ﺳﺒﺐ ﺍﻻﺳﺘﻌﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺐ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻫﻮ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ؟ *ﻟﻤﺎﺫﺍ
ﻟﻢ ﻳﺒﻠﻎ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﻋﻦ
ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ؟
ﺑﺎﺑﻜﺮ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﺎﺑﻜﺮ
*ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﻻ
ﻓﻲ ﺳﻮﺀ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ!
*ﺃﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺣﺴﻦ ﻣﻜﻲ ﺍﻥ ﺳﺒﺐ
ﺍﻻﺳﺘﻌﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻫﻮ
ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ؟
*ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺒﻠﻎ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﻋﻦ
ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ؟
ﺃﺷﺮﺕ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻋﺪﺩﺍ
ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎﻡ
ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﺠﺰﻭﺍ ﻋﻦ
ﻧﻘﺪ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺇﺭﺗﻜﺰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﻨﻴﺎﻥ ﺍﻵﻳﺪﻳﻠﻮﺟﻲ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ
ﻭﺍﻛﺘﻔﻮﺍ ﻓﻘﻂ ﺑﻨﻘﺪ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻓﺮﺯﺗﻬﺎ
ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻣﻤﺎ ﻳﺸﻜﻚ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻓﻲ
ﻣﺼﺪﺍﻗﻴﺔ ﻣﻮﺍﻗﻔﻬﻢ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻭﻳﻨﺬﺭ ﺑﺘﻜﺮﺍﺭ
ﺍﻟﻔﺸﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻇﻠﺖ
ﺃﺳﺒﺎﺑﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ.
ﻭﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﻳﺒﺮﺯ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﻄﻴﺐ
ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺣﺴﻦ ﻣﻜﻲ
ﺍﻟﻠﺬﺍﻥ ﻇﻼ ﻳﺮﻣﻴﺎﻥ ﺑﺴﻬﺎﻡ ﻧﻘﺪﻫﻤﺎ ﻧﺤﻮ
ﺍﻟﻔﺸﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻓﺮﺯﺗﻪ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ
ﻭ ﻳﺘﻨﺎﻭﻻﻥ ﺃﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ
ﻳﻌﺎﻟﺠﺎ ﺃﺳﺒﺎﺑﻪ.
ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺭ ﻣﻊ ﺻﺤﻴﻔﺔ “ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ”
ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺳﺌﻞ ﺍﻟﺒﺮﻭﻓﻴﺴﻮﺭ
ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻋﻦ ﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻓﻌﻪ
ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻘﺎﻝ( ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺻﺎﺭ
ﺷﻌﺎﺭﺍ ﻣﺴﺘﻬﻠﻜﺎ، ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺗﺤﺎﻭﻝ
ﺗﺮﺿﻲ ﺑﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﺬﺝ ﻣﻦ ﺃﺗﺒﺎﻋﻬﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻭﻛﻠﻬﻢ ﻋﺎﺭﻓﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﻠﺪ. ﻭﻃﺒﻘﺖ ﺑﺄﺷﻴﺎﺀ ﺷﻜﻠﻴﺔ، ﻭﻣﻘﺎﺻﺪ
ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻫﻲ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻷﻛﻞ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ، ﻭﺣﻔﻆ
ﺍﻟﻌﺮﺽ، ﻭﺣﻔﻆ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻭﻫﻲ
ﻳﺤﺮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ، ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ
ﻣﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺗﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ
ﺑﻨﺖ ﻣﺴﻜﻴﻨﺔ ﺑﺘﻬﻤﺔ ﻣﺒﺘﺪﻋﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﺭﺗﺪﺍﺀ
ﺯﻱ ﻓﺎﺿﺢ). ﺇﻧﺘﻬﻰ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﻋﻼﻩ ﻳﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻤﻴﺔ ﺑﺎﺋﻨﺔ ﻭ
ﺗﻤﻮﻳﻪ ﻧﺤﺎﻭﻝ ﻛﺸﻔﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ
ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺃﻥ
ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ “ﺻﺎﺭﺕ” ﺷﻌﺎﺭﺍ ﻣﺴﺘﻬﻠﻜﺎ ﻓﻬﻮ
ﻳﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺪﺍﻣﻐﺔ
ﻭﻫﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭ ﺷﻌﺎﺭ ﻟﻢ ﻳﺤﻤﻞ
ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻣﻀﻤﻮﻧﺎ ﺃﻭ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎ
ﻣﺤﺪﺩﺍ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻹﻣﺴﺎﻙ ﺑﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ
ﻟﻴﺲ ﻣﺮﺗﺒﻄﺎ ﺑﺎﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻓﺮﺯﺗﻬﺎ
ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺑﻞ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ
ﻇﻠﺖ ﺗﺮﻓﻌﻪ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻷﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
ﻣﻨﺬ ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ.
ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ –
ﺑﻤﻦ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﻄﻴﺐ – ﺗﻌﺮﻳﻒ
ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ
ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ, ﻓﻔﺮﻳﻖ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻘﺼﺪ “ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ
ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ” ﻭﻓﺮﻳﻖ ﺁﺧﺮ ﻳﻬﺘﻢ “ﺑﺎﻟﺸﻜﻠﻴﺎﺕ”
ﻭﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺑﻴﻨﻤﺎ
ﻓﺮﻳﻖ ﺛﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﺀ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﺄﻥ
ﺩﻭﻟﺘﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺰﻋﻮﻣﺔ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﺃﻥ
ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻣﻄﺒﻘﺔ ﻭﻛﻔﻰ.
ﺃﻣﺎ ﺑﺨﺼﻮﺹ ﻣﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺃﺷﺎﺭ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﺗﺐ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ ﻳﺠﺰﻡ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﻋﻴﺔ ﻓﻲ
ﺳﻮﺩﺍﻥ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺃﻓﻀﻞ
ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻤﺎ ﻫﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻵﻥ, ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﻤﺪ
ﺃﺻﻮﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺇﺳﻼﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻣﺢ ﻭﻣﻦ ﻗﻴﻤﻪ ﺍﻟﻤﺰﺭﻭﻋﺔ ﻓﻲ
ﻧﻔﻮﺱ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻨﺬ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﻭﻣﻊ
ﺫﻟﻚ ﻇﻞ ﺍﻷﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﺰﺍﻳﺪﻭﻥ
ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ
ﻭﻳﻄﺎﻟﺒﻮﻥ ﺑﺘﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻓﻮﺭﺍ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ
ﺃﺗﻴﺤﺖ ﻟﻬﻢ ﻓﺮﺻﺔ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻷﻃﻮﻝ ﻓﺘﺮﺓ
ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﺠﺰﻭﺍ ﻋﻦ
ﺇﻛﺘﺸﺎﻑ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻠﻮﺍ
ﻳﻨﺎﺩﻭﻥ ﺑﻪ !
ﻭﻻ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺑﺤﺪﻳﺜﻪ ﺃﻋﻼﻩ
ﺑﻞ ﻳﻀﻴﻒ ﺇﻟﻴﻪ ﻗﺎﺋﻼ( ﻭﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻣﻦ
ﺃﺳﻮﺃ ﻣﺎ ﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﻓﺘﺮﺍﺕ،
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻃﻮﻳﻠﺔ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺇﻧﻬﻢ
ﻋﺬﺑﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺧﻮﻓﻮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﻭﻗﺪﻣﻮﺍ ﻧﻤﻮﺫﺟﺎ ﺳﻴﺌﺎ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﻭﻣﺎ ﺯﻟﺖ
ﺃﺅﻣﻦ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ، ﻭﺩﻭﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﻓﻲ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ، ﻟﻜﻦ ﻗﻄﻌﺎ
ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﺩﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ
ﻳﻮﻣﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ). ﺇﻧﺘﻬﻰ
ﺇﻥ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻋﻦ ﺩﻭﺭ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻻ ﻳﺨﺮﺝ ﻋﻦ
ﺇﻃﺎﺭ “ﺍﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ” ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻠﺖ ﺟﻤﺎﻋﺘﻪ
ﺗﺮﻓﻌﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ, ﻓﺎﻟﺘﺎﺭﻳﺦ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻴﻪ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺃﻭ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻹﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ
ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ, ﻭﻛﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﻓﺈﻥ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺩﻭﻟﺔ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ (ﺹ) ﻫﻰ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻓﺬﺓ ﻣﺴﻨﻮﺩﺓ
ﺑﺪﻋﻢ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻜﺮﺍﺭ ﻭﺃﻛﺒﺮ
ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺇﻳﺠﺎﺩ
ﻣﺜﻴﻞ ﻟﻬﺎ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻗﺮﻧﺎ.
ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻔﺎﺧﺮ ﺍﻷﺧﻮﺍﻥ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻓﻲ
ﻣﺎﻟﻴﺰﻳﺎ ﻭﺗﺮﻛﻴﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻤﺖ ﻟﻔﻜﺮﻫﻢ ﺑﺄﻳﺔ
ﺻﻠﺔ ﺑﻞ ﺗﺴﺘﻤﺪ ﻣﺼﺪﺭ ﻧﺠﺎﺣﻬﺎ ﻭﻗﻮﺗﻬﺎ
ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺒﺎﺩﻯﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ, ﻭﻫﻮ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﻩ ﺑﻮﺿﻮﺡ
ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ﺭﺟﺐ ﻃﻴﺐ
ﺃﺭﺩﻭﻏﺎﻥ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺭﺗﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ﻟﻤﺼﺮ
ﻭﺃﻋﺎﺩ ﺍﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺭﺗﻪ ﻟﺘﻮﻧﺲ ﻣﻤﺎ
ﺃﺛﺎﺭ ﻏﻀﺐ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ.
ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺩ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭ
ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻪ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ
ﺍﻟﻤﺮﻳﺮﺓ ﻭﺍﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﻫﻮ
ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻧﻬﺎ “ﻣﻦ ﺃﺳﻮﺃ ﻣﺎ ﻣﺮ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ” ﻋﻠﻤﺘﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻹﻛﺘﻔﺎﺀ ﺑﺈﻃﻼﻕ
ﺍﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﻀﻔﺎﺿﺔ ﺩﻭﻥ ﺷﺮﺡ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ
ﻭﺇﺑﺎﻧﺔ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻳﻤﺜﻞ ﻭﺻﻔﺔ ﺟﺎﻫﺰﺓ
ﻟﻠﻔﺸﻞ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﻳﻌﺒﺮ
ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻋﻦ ﻗﻨﺎﻋﺘﻪ ﺑﺪﻭﺭ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﺤﻜﻢ, ﺑﻞ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ
ﻳﻮﺿﺢ ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻌﺐ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﻭﻣﺎ
ﻫﻮ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ
ﺇﺻﻼﺣﻪ ؟ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ
ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻔﺮﺿﻬﺎ
ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ.
ﺍﻷﺩﻫﻰ ﻭﺍﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ
ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻳﺘﻌﻤﺪ ﺇﻏﻔﺎﻝ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ
ﺍﻟﺴﺎﻃﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ ﻟﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻓﻲ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻔﻖ ﺍﻟﻤﻈﻠﻢ, ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺳﺌﻞ ﻓﻲ
ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ: ﻫﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ
ﺃﺩﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ؟
ﻓﺄﺟﺎﺏ
ﺑﻌﻴﺪ ﺟﺪﺍ، ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﻴﻦ
ﻓﻲ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ
1982 ﻭﻫﻮ ﻋﻤﺎﺩ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ
ﻟﻠﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ، ﻭﺗﺤﺪﺙ ﻋﻦ
ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺗﺸﺠﻴﻊ
ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ، ﻭﺍﻵﻥ ﻻ ﻳﻌﻤﻞ
ﺑﻪ ﺇﻃﻼﻗﺎ، ﻛﻔﺎﻳﺔ ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻄﺒﻖ ﻭﺛﻴﻘﺔ
ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺑﺎﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ). ﺇﻧﺘﻬﻰ
ﺇﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺃﻋﻼﻩ ﺗﺜﻴﺮ ﺍﻟﺮﺛﺎﺀ
ﻭﺍﻟﺸﻔﻘﺔ ﻓﻲ ﺁﻥ ﻭﺍﺣﺪ, ﻓﺎﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ
ﺷﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ 1982 ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺤﺴﺮﻋﻠﻰ
ﻋﺪﻡ ﺇﻛﺘﺮﺍﺙ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺑﺈﻧﻔﺎﺫ ﻭﺛﻴﻘﺔ
ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻓﻲ ﺩﺳﺘﻮﺭ 2005, ﻫﻮ ﺫﺍﺕ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺬﻱ
ﺇﺗﺨﺬ ﻓﻴﻪ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻹﻧﻘﻼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ
ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻓﻲ ﻳﻮﻧﻴﻮ ؟1989 !
ﻻ ﻳﻌﻔﻲ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻣﻦ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺼﻮﺕ ﺷﺨﺼﻴﺎ
ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻹﻧﻘﻼﺏ, ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺣﺮﻯ ﺑﻪ ﻭﻫﻮ
ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻰ ﻭﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺎﺭﻙ
ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﺣﺰﺑﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺎﺩﻱ
“ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ” ﺃﻥ ﻳﺒﻠﻎ
ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺑﺎﻟﺘﺪﺑﻴﺮ ﺍﻹﻧﻘﻼﺑﻲ ﺣﺘﻰ
ﻳﺒﺮﻯﺀ ﺳﺎﺣﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ
ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺁﺛﺮ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺣﻔﺎﻇﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﻟﺢ
ﺟﻤﺎﻋﺘﻪ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ, ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﻳﺘﺒﺎﻛﻰ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺭﺑﻊ ﻗﺮﻥ ﻣﻦ
ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ . ﻓﺘﺄﻣﻞ !
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺣﺴﻦ ﻣﻜﻲ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ
ﺣﻮﺍﺭ ﻣﻊ ﺻﺤﻴﻔﺔ “ﺁﺧﺮ ﻟﺤﻈﺔ” ﺍﻻﺳﺒﻮﻉ
ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺃﻥ( ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻦ
(ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ) ﻳﺘﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﻣﻊ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺑﺎﺳﺘﻌﻼﺋﻴﺔ، ﻛﺄﻧﻤﺎ
ﻫﻢ ﻣﻼﺋﻜﺔ ﻭﺍﻟﺒﻘﻴﺔ ﺷﻴﺎﻃﻴﻦ، ﻭﺍﻟﻔﺮﻗﺔ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ). ﺇﻧﺘﻬﻰ
ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﻣﻜﻲ ﺃﻋﻼﻩ ﻻ ﻳﻌﺪﻭ ﻛﻮﻧﻪ
ﺇﻗﺮﺍﺭ ﺑﻮﺍﻗﻊ ﺑﺎﺕ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻟﻜﻦ
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﺮﺡ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ ﻫﻮ ﻫﻞ ﺍﻹﺳﺘﻌﻼﺀ ﺃﻣﺮ
ﻃﺎﺭﻯﺀ ﺃﻓﺮﺯﺗﻪ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺃﻡ ﻫﻮ ﻧﺘﺎﺝ
ﺍﻟﻐﺮﺱ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻟﻺﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ؟
ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ
ﺣﺴﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﺸﻔﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺮﺑﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻜﺎﺩﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ,
ﻓﻬﻮ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻣﻨﻬﺞ ﻳﻨﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ
“ﺍﻹﺳﺘﻌﻼﺀ” ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﻭﻋﻠﻰ ﻓﺮﺽ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﻌﻨﻒ
ﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻀﻮ ﻳﺘﺮﺑﻰ ﻋﻠﻰ ﺇﻣﺘﻼﻙ
“ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ” ﻭﺇﺫﺍ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ
ﺣﺴﻦ ﺑﺬﺍﻛﺮﺗﻪ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ
ﺳﻴﻜﺘﺸﻒ ﻣﺪﻯ ﺍﻹﺳﺘﻌﻼﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ
ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﻪ ﻣﻊ ﺯﻣﻼﺋﻪ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻭ ﺃﻋﻀﺎﺀ
ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ.
ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻳﻐﺮﺱ ﻓﻲ ﻋﻘﻞ ﺍﻟﻜﺎﺩﺭ
ﺃﻧﻪ “ﻭﻛﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ” ﻭﺗﻠﻚ ﻋﻠﺔ
ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﺗﻨﺸﺄ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ
ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻣﺮﺽ ﺍﻻﺳﺘﻌﻼﺀ
ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﺘﺒﺎﻫﻰ ﻭﺫﻡ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻫﻮ
ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ, ﻭﻫﻮ ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺒﻴﺢ ﻷﻓﺮﺍﺩ
ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻟﺨﺪﺍﻉ ﻭﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺮ ﻋﻠﻰ
ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻨﺘﻤﻮﻥ ﺍﻟﻴﻬﻢ
ﻭﻳﺘﻔﺎﻧﻮﻥ ﻓﻰ ﺇﻫﺎﻧﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
ﻟﻤﻦ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﻰ ﺍﻟﺮﺃﻯ.
ﺍﻹﺳﺘﻌﻼﺀ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ﻟﻤﻦ
ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻘﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻤﺜﻞ “ﺍﻹﺳﻼﻡ”
ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻭﻳﻞ
ﻣﻌﻴﻦ ﻟﻺﺳﻼﻡ, ﺗﺄﻣﻞ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺷﺪ
ﺍﻟﻤﺆﺳﺲ ﻭﻫﻮ ﻳﻜﺘﺐ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ “ﻧﺤﻦ
ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ”
ﻳﺎ ﻗﻮﻣﻨﺎ.. ﺇﻧﻨﺎ ﻧﻨﺎﺩﻳﻜﻢ
ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻰ ﻳﻤﻴﻨﻨﺎ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻰ ﺷﻤﺎﻟﻨﺎ،
ﻭﻋﻤﻞ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﻣﺔ ﻗﺪﻭﺗﻨﺎ، ﻭﻧﺪﻋﻮﻛﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﻭﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﻭﻫﺪﻯ ﺍﻹﺳﻼﻡ). ﺇﻧﺘﻬﻰ
ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻳﺰﺭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺎﺩﺭ
ﺇﺣﺴﺎﺳﺎ ﻣﺘﻀﺨﻤﺎ ﺑﺎﻟﺘﻤﻴﺰ ﻭﻣﺨﺎﻟﻔﺔ
ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ, ﻭ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻳﻘﺮﺃﻭﻧﻪ
ﻭﻓﻖ ﺗﺼﻮﺭﺍﺕ ﻳﻘﻴﻨﻴﺔ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻓﺌﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ
ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ, ﻓﺘﺠﺪﻫﻢ
ﻳﺮﻛﺰﻭﻥ ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻮﺭﺓ
ﺍﻟﻜﻬﻒ ﺑﺈﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻧﻬﻢ ﻫﻢ ﺍﻟﻔﺘﻴﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺑﺮﺑﻬﻢ ﻭﺯﺍﺩﻫﻢ ﻫﺪﻯ.
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺣﺴﻦ ﻣﻜﻲ ﻳﻌﻠﻢ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻷﻧﻪ ﻧﺸﺄ ﻭ ﺗﺮﻋﺮﻉ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ
ﻭﺗﺮﺑﻰ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻓﻜﺎﺭ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ
ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻳﺴﺘﻐﺮﺏ ﻹﺳﺘﻨﻜﺎﺭﻩ ﻟﻠﺴﻠﻮﻙ
ﺍﻹﺳﺘﻌﻼﺋﻲ ﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ
ﺗﺠﺎﻩ ﺑﻘﻴﺔ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ.
ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﻜﻮﺩﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﺟﺮﺃﺓ
ﻭﺷﺠﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ
ﺣﺴﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺟﻌﺎﺗﻪ
ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﻗﺒﻞ
ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ “ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ” ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﻃﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﺘﻒ ﻓﻘﻂ ﺑﺈﻧﺘﻘﺎﺩ
ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ, ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺣﺮﻱ ﺑﺎﻷﺧﻴﺮﻳﻦ ﺃﻥ
ﻳﻘﻮﻣﺎ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﺸﻰﺀ ﻭﺃﻻ ﻳﻜﺘﻔﻴﺎ ﺑﺈﻧﺘﻘﺎﺩ
ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺩﻭﻥ ﺗﻔﻨﻴﺪ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻔﺖ
ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ.
boulkea@gmail.c o