ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺸﻲ
)1899-1859ﻡ (
ﻫﻮ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﻳﻠﻘﺒﺎﻥ ﺑﺘﻮﺭﺷﻴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ
ﺍﻟﻜﺮﺍﺭ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻲ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻘﻄﺐ ﺍﻟﻮﺍﻭﻱ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ
ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺤﺮﺑﻲ ﺑﻦ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ
ﺳﺮﺍﺝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﺎﻛﻦ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺇﺳﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﻮﻥ
ﻗﻴﺪﻭﻡ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺒﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻧﺼﺮﺍﻟﺪﻳﻦ
ﺑﻦ ﻗﻴﺲ ﺑﻦ ﻧﺎﻓﻊ ﺑﻦ ﻗﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﺑﻦ
ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻀﺤﻲ ﺑﻦ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ
ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻱ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ
ﻋﺒﺪﺍﻟﺤﻔﻴﻆ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻲ
ﺍﻟﺒﻜﺮﻱ ﺑﻦ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ
ﺍﻟﺘﻘﻲ ﺍﻟﺴﺎﻛﻦ ﺑﺘﻮﻧﺲ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﺀ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺑﻦ
ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺠﻮﺍﺩ ﺍﻟﺴﺎﻛﻦ ﺑﺒﻬﻨﺴﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﻠﻲ
ﺍﻟﺮﺿﻲ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻲ ﺍﻟﻜﺎﻇﻢ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ
ﺍﻟﺒﺎﻗﺮ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ
ﻭﻓﺎﻃﻤﺔ ﺍﻟﺰﻫﺮﺍﺀ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.
ﻭﺗﺬﻛﺮ ﺭﻭﺍﻳﺘﻬﻢ ﺃﻥ ﺟﺪﻫﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻘﻄﺐ ﺍﻟﻮﺍﻭﻱ ﻭﺃﺑﻨﻪ
ﻣﻮﺳﻰ ﻭﺣﻔﻴﺪﻩ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻜﺮﺍﺭ ﻧﺰﺣﻮﺍ ﻣﻦ ﺗﻮﻧﺲ ﻓﻲ
ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺞ ﻓﻨﺰﻟﻮﺍ ﺑﺄﻡ ﺣﺠﺮ ﻋﻠﻲ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﻔﺘﺮﻱ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﺐ ﻓﻲ ﺑﺤﻴﺮﺓ ﺗﺸﺎﺩ ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻧﺘﻘﻠﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﺎﺭ
ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺸﺔ ﻓﻨﺰﻟﻮﺍ ﺑﺄﻡ ﺭﻭﻕ ﻗﺮﺏ ﺃﻡ ﺩﺍﻓﻮﻕ ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ
ﺍﺳﺘﻘﺮﻭﺍ ﻫﻨﺎﻙ ﺭﺟﻊ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻘﻄﺐ ﺍﻟﻮﺍﻭﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﻧﺲ
ﻭﺗﻮﻓﻲ ﺑﺎﻟﻘﻴﺮﻭﺍﻥ ﺗﺎﺭﻛﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﺃﺑﻨﻪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻜﺮﺍﺭ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ
ﺍﺳﺘﻤﺮﺍ ﻳﺪﺭﺳﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻳﻌﻠﻤﺎﻧﻬﻢ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ
ﺍﻟﺴﻤﺎﻧﻴﺔ. ﻭﻫﺎﺟﺮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻜﺮﺍﺭ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺮﺯﻳﻘﺎﺕ ﻭﺗﻮﻓﻲ
ﺑﺎﻟﻬﺠﻠﻴﺠﺔ ﻭﻗﺒﺮﻩ ﻫﻨﺎﻙ ﻳﺰﺍﺭ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ. ﻭﺍﺷﺘﻬﺮ ﻋﻠﻲ
ﺍﻟﻜﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺩﻳﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺸﺔ ﺣﻴﺚ ﺇﻓﺘﺘﺢ ﺧﻠﻮﺗﻪ ﻭﺍﻟﺘﻒ ﺣﻮﻟﻪ
ﺍﻟﺤﻴﺮﺍﻥ ﻭﻇﻬﺮﺕ ﺑﺮﻛﺘﻪ ﻭﺗﺰﻭﺝ ﺯﻫﺮﺍﺀ ﺑﻨﺖ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻣﻦ
ﺍﻟﺠﺒﺎﺭﺍﺏ ﻭﺃﻧﺠﺐ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﻭﻟﻘﺐ ﺑﺘﻮﺭ ﺷﻴﻦ ﺃﻱ ﺍﻟﺠﺎﻣﻮﺱ
ﺍﻟﺒﺮﻱ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﺒﺎﺱ ﻭﺍﺷﺘﻬﺮ ﺑﻮﺭﻋﻪ ﻭﺻﻼﺣﻪ ﻭﺃﻭﻗﺪ ﻧﺎﺭ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺗﺤﻠﻖ ﺣﻮﻟﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ ﺑﺄﻡ ﺩﺍﻓﻮﻕ. ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﻥ
ﺍﻟﺠﺪ ﻣﻮﺳﻰ ﻟﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻭﻻﺩ ﻫﻢ ﻋﻤﺮ ﻭﻋﻠﻲ ﺍﻟﻜﺮﺍﺭ
ﻭﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﺳﻨﻔﺼﻞ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻡ ﺁﺧﺮ، ﻭﻗﺪ ﺃﻧﺠﺐ
ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻜﺮﺍﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺃﺣﻤﺪ ﻭﺣﺎﻣﺪ ﻭﺯﻫﺮﺓ ﻭﺣﻮﺍﺀ ﻭﺧﺎﺩﻡ
ﺍﻟﻐﻨﻲ. ﻭﺗﺰﻭﺝ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺭﻣﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭﺍﺏ ﻓﺮﻉ ﺃﻡ ﺻﺮﺓ
ﺗﺪﻋﻰ ﺃﻡ ﻧﻌﻴﻢ ﻟﻬﺎ ﻭﻟﺪ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﺳﻤﻪ ﺍﻟﺴﻨﻮﺳﻲ
ﺃﺣﻤﺪ، ﻓﻮﻟﺪﺕ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﻮﺳﻒ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﻧﻲ ﻭﺣﻠﻴﻤﺔ ﺍﻟﺴﻌﺪﻳﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﻠﻲ ﻭﺩ ﺣﻠﻮ ﻭﺃﻧﺠﺒﺖ
ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻭﻣﻮﺳﻰ ﻭﺻﻔﻴﺔ ﻭﺗﺰﻭﺝ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻡ ﻫﺎﻧﻲ ﻣﻦ
ﺍﻟﺠﺒﺎﺭﺍﺏ ﻭﺃﻧﺠﺐ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻭﻫﺎﺭﻭﻥ ﻭﻣﻮﺳﻲ ﻭﻋﺎﺋﺸﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺰﻭﺟﻬﺎ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻭﺩ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﻭﻟﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﻣﺤﻤﺪ
ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻤﻘﺪﻭﺩ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺧﻼﻑ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ
ﻣﻴﻼﺩﻩ ﻭﺗﺮﺟﺢ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺁﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺃﻥ ﻣﻴﻼﺩﻩ ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻡ
1846 ﻡ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻭﻟﻌﻠﻪ ﻋﺎﻡ 1859) ﻭﻋﺎﻡ 1846 ﻫﻮ
ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺎﻉ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ ( ﻭﻋﻠﻤﻪ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻛﻤﺎ ﻋﻠﻢ ﺃﺧﻮﺍﻧﻪ
ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﻠﻜﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺇﻥ
ﺷﻴﺨﻚ ﻟﺴﺖ ﺃﻧﺎ. ﻭﺗﺰﻭﺝ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺯﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺸﻴﺔ ﻓﻮﻟﺪ
ﻣﻨﻬﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﻠﻘﺐ ﺑﺸﻴﺦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺛﻢ ﻳﺤﻲ ﻭﺧﺪﻳﺠﺔ ﺍﻟﻤﻠﻘﺒﺔ
ﺑﺎﻟﺮﺿﻴﺔ. ﻭﺗﻨﻔﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺁﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﻭﻳﻬﺎ
ﺳﻼﻃﻴﻦ ﻋﻦ ﺃﺳﺮ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﺑﺎﺷﺎ ﻟﻠﺨﻠﻴﻔﺔ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺙ ﺇﻥ
ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﺑﺎﺷﺎ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺢ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﺳﺄﻝ ﻋﻤﻦ ﺗﺨﻠﻔﻮﺍ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ
ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ ﺭﺟﻞ ﻳﺪﻋﻲ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺄﺭﺳﻞ
ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺎ ﻓﺠﺎﺀ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺯﺍﺭﻩ ﻭﻟﻢ ﻳﻘﺎﺑﻠﻪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ.
ﻭﻋﻠﻰ ﺇﺛﺮ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻲ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﺣﻮﺍﻟﻲ
1877 ﻡ ﻧﺰﺡ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺃﺑﻨﺎﺅﻩ ﻣﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻟﻸﺭﺍﺿﻲ
ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺃﺑﻮﺭﻛﺒﺔ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﻓﻨﺰﻟﻮﺍ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺴﺎﻛﺮ ﺃﺑﻮﻛﻼﻡ. ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺗﻌﺮﻓﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺩ ﻣﻀﻮﻱ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﻣﻦ ﺷﻴﻮﺥ
ﺍﻟﺴﻤﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﻌﻠﻴﻘﺔ ﻗﺮﺏ ﺃﺑﻮﺭﻛﺒﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺮﺩﺩ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻟﻴﺴﺎﻋﺪﻩ ﻓﻲ ﺧﻼﻭﻳﻪ
ﺑﺎﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺃﺑﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﻠﻲ ﻭﺩﺣﻠﻮ. ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺣﻤﺪ
ﺑﻮﺻﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺴﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﻋﻠﻢ ﺑﻤﻜﺎﻧﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ
ﻓﺒﻌﺚ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺨﻄﺎﺏ ﻳﺨﺒﺮﻩ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﻤﺠﺊ ﻟﺰﻳﺎﺭﺗﻪ ﺃﻭ ﺃﻥ
ﻳﺄﺗﻴﻪ ﻫﻮ ﻟﻠﺰﻳﺎﺭﺓ ﻭﻟﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻭﺟﺪ ﺇﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ
ﻣﺤﻤﺪ ﻗﺪ ﺗﻮﻓﻲ. ﻭﻟﻤﺎ ﺇﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﻤﺄﺗﻢ ﻛﻠﻔﺖ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺃﺑﻨﻬﺎ
ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﺇﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻠﺨﻄﺎﺏ
ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺑﻌﺚ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻡ ﺭﺏ ﺍﻷﺳﺮﺓ. ﻭﻟﻤﺎ
ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺃﺑﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ ﺇﻧﻪ ﺫﻫﺐ ﻟﻄﻴﺒﺔ ﻟﺒﻨﺎﺀ
ﻗﺒﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ ﻭﺩ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻓﺬﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﻗﺎﺑﻠﻪ
ﺃﻭﺍﺧﺮ ﻋﺎﻡ 1297 ﻫـ1880/ ﻡ. ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺇﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ
ﻳﺸﻴﺪﻭﻥ ﻗﺒﺔ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻭﻗﺪ ﺳﻘﻂ ﺳﻘﻒ ﺍﻟﻘﺒﺔ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﻤﺴﻴﺪ ﺇﺷﺘﺮﻙ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ
ﺑﻨﺎﺀ ﺳﻘﻒ ﺍﻟﻘﺒﺔ – ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻘﻊ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ – ﻓﻌﻠﻖ
ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻗﺎﺋﻼ: ﺇﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻷﻣﺮ ﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺬﻟﻚ
ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺳﺨﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻓﻲ
ﺫﻫﻨﻪ ﻋﻦ ﺷﻴﺨﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺠﻬﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺎﺟﺴﻪ ﺍﻷﻋﻈﻢ
ﻭﻫﻮ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﻛﺄﻧﻤﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ.
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﺃﺑﺪﻯ ﻣﻦ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻪ ﻣﺎ ﺇﻧﻌﻜﺲ
ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺭﺟﻌﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺃﺑﺎ
ﻭﺩﺧﻞ ﺍﻟﺨﻠﻮﺓ ﻭﺧﺮﺝ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻟﻴﻌﻠﻦ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻭﺃﻥ
ﺧﻠﻴﻔﺘﻪ ﺍﻷﻭﻝ ﻫﻮ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻀﺮﺓ
ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ. ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺑﺎﻳﻌﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺣﻮﺍﻟﻲ
1298ﻫـ1881/ ﻡ ﻭﺍﺳﻤﺎﻩ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ
ﻭﺭﺍﻳﺘﻪ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﺀ ﻭﺍﺷﺘﺮﻙ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺃﺑﺎ ﻭﻛﺮﺩﻓﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ. ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻘﺐ
ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﻭﻥ ﺯﻣﻴﻠﻴﻪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻋﻠﻲ ﻭﺩ ﺣﻠﻮ ﻭﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻣﺤﻤﺪ ﺷﺮﻳﻒ ﺑﻦ ﺣﺎﻣﺪ
ﺑﻦ ﻋﻢ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ. ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﺩ ﺗﺤﺖ ﺭﺍﻳﺘﻪ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﺀ ﻛﻞ
ﻗﺒﺎﺋﻞ ﻏﺮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻲ ﻛﺮﺩﻓﺎﻥ ﻭﺩﺍﺭﻓﻮﺭ. ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪ
ﺍﻟﺸﻘﻴﻖ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻟﻠﻤﻬﺪﻱ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻻﺷﺮﺍﻑ ﺗﺤﺖ ﺭﺍﻳﺔ
ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻓﺘﻮﻟﻰ
ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﺼﺐ ﺃﻣﻴﺮ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺃﺻﺒﺢ
ﺃﻣﻴﺮ ﺃﻣﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻻ ﻳﻌﻤﻞ ﺷﻴﺌﺎ ﻗﺒﻞ
ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺗﻪ ﻣﻤﺎ ﺃﺷﻌﻞ ﺍﻟﺤﻘﺪ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﺑﻌﺾ ﺃﻗﺮﺑﺎﺀ
ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺮﻭﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺃﺣﻖ ﻣﻨﻪ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﻜﺮﻳﻢ
ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺃ ﺧﻼﻓﻬﻢ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻭﺑﺮﺭ ﺫﻟﻚ
ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻟﺬﺍ ﺃﻛﺪ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ
ﻓﻲ ﻣﻨﺸﻮﺭ ﺃﺻﺪﺭﻩ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﻓﻴﻪ ﺑﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻛﻤﺎ
ﻳﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻭﻣﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﻠﻢ ﻓﻴﻪ ﺑﻞ ﻭﻣﻨﻊ ﺃﺑﻦ
ﻋﻤﻪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺷﺮﻳﻒ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﺑﺎﻟﺨﻠﻴﻔﺔ
ﺇﻻ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﻠﻲ ﻭﺩ ﺣﻠﻮ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺇﻧﻪ
ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﻭﺃﻣﻴﺮ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﻀﺮﺓ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ. ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻗﺒﻞ
ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺇﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﻭﺧﻼﻓﺘﻪ
ﺑﺄﻣﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ
ﻃﺎﻋﺘﻪ. ﻭﺑﻤﺠﺮﺩ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺑﺎﻳﻌﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺎﻟﺨﻼﻓﺔ ﻓﻲ
ﻳﻮﻧﻴﻮ 1885 ﻡ. ﻭﻇﻞ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻳﺤﻜﻢ ﻣﻦ 1885 ﻡ ﺇﻟﻰ
ﺍﺳﺘﺸﻬﺎﺩﻩ ﺑﺄﻡ ﺩﺑﻴﻜﺮﺍﺕ ﻋﺎﻡ 1899 ﻡ. ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻫﻢ ﻣﺎ
ﻭﺍﺟﻬﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻋﺪﺍﺀ ﺑﻌﺾ ﺃﻗﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ
ﻟﻪ ﻭﺗﻤﺮﺩ ﺑﻌﺾ ﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻧﺤﺎﺀ
ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺗﻬﺠﻴﺮ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺒﻘﺎﺭﺓ ﻭﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﻓﻲ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ.
ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﺎﻭﺍﺟﻬﻪ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻷﺷﺮﺍﻑ ﺃﻗﺮﺑﺎﺀ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ
ﻭﻣﻨﺎﺻﺮﻳﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ
ﻭﺧﺸﻲ ﻣﻨﺎﺻﺮﺗﻬﻢ ﻷﻗﺮﺑﺎﺀ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻭﺗﺂﻣﺮﻫﻢ ﺿﺪﻩ ﻓﺒﺪﺃ
ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻣﻨﺼﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺠﻴﺶ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺘﻠﻪ ﻫﻮ
ﻷﺧﻴﻪ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺃﺳﻨﺪ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﻞ
ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺑﺪﺃ ﻳﺤﻜﻢ ﻗﺒﻀﺘﻪ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﺎﻗﺼﺎﺀ ﻣﻨﺎﻓﺴﻴﻪ ﻭﺭﺃﻯ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻢ ﻣﺮﻛﺰﻩ ﺑﺘﻬﺠﻴﺮ
ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺒﻘﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺸﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻴﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ
ﺗﺂﻣﺮ ﺃﻗﺮﺑﺎﺀ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺃﻭﻻ ﺛﻢ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺳﻴﻄﺮﺓ
ﻣﻨﺎﺻﺮﻳﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻄﻤﺌﻦ ﻟﻮﻻﺋﻬﻢ
. ﻭﺣﺎﻧﺖ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﺣﻴﻦ ﺍﻛﺘﺸﻒ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻣﺆﺍﻣﺮﺓ
ﺍﻹﺷﺮﺍﻑ ﻟﻺﻃﺎﺣﺔ ﺑﻪ 1891 ﻡ. ﻓﺠﺮﺩ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪ
ﺧﺎﻟﺪ ﺯﻗﻞ ﻣﻦ ﻣﻨﺼﺒﻪ ﻛﺤﺎﻛﻢ ﻟﺪﺍﺭﻓﻮﺭ ﻭﺳﺠﻨﻪ ﺑﺄﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ
ﺑﺘﻬﻤﺔ ﺍﻟﺘﺂﻣﺮ. ﻭﺃﺭﺳﻞ ﻋﺪﺩﺍ ﻣﻤﻦ ﺍﺗﻬﻤﻮﺍ ﺑﺎﻟﺘﺂﻣﺮ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺮﺟﺎﻑ ﻭﺗﺼﺪﻯ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺰﺍﻛﻲ ﻃﻤﻞ ﻓﻲ ﻓﺸﻮﺩﺓ ﻓﺄﻋﺪﻣﻬﻢ
ﻭﻗﺪﻡ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺷﺮﻳﻒ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﺑﺘﻬﻤﺔ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻙ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺆﺍﻣﺮﺓ ﻭﺍﻣﺘﻨﺎﻋﻪ ﻋﻦ ﺣﻀﻮﺭ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻀﺖ ﺑﺴﺠﻨﻪ ﻓﻲ ﺳﺠﻦ ﺍﻟﺪﺍﻳﺮ ﻣﺎﺭﺱ 1892 ﻡ
ﻭﺗﺘﺎﺑﻊ ﺇﺭﺳﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺷﺮﺍﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺇﺑﻌﺎﺩﺍ ﻟﻬﻢ
ﻣﻦ ﺃﻣﺪﺭﻣﺎﻥ. ﻭﺑﺪﺃ ﺻﺮﺍﻋﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃﺕ
ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﺑﺪﺀﺍ ﺑﺎﻟﻜﺒﺎﺑﻴﺶ ﺛﻢ ﺭﻓﺎﻋﺔ ﺍﻟﻬﻮﻯ – ﺍﻟﻬﻮﺝ –
ﻓﺎﻟﺸﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺤﻤﺪﺓ ﻭﺍﻟﻀﺒﺎﻳﻨﺔ. ﻭﺑﻌﺪ ﻋﺎﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺗﻮﻟﻴﻪ
ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺃﻗﺼﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻨﺎﻓﺴﻴﻪ ﻣﺎﻋﺪﺍ ﻛﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺮﻛﺴﺎﻭﻱ
ﻓﻲ ﺑﺤﺮﺍﻟﻐﺰﺍﻝ ﻭﻋﻴﻦ ﺑﺪﻻ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﻮﺍﺩﺍ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻪ
ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺸﺔ. ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﻬﺪﻳﺔ.
ﻭﻭﺍﺟﻬﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺛﻮﺭﺍﺕ ﺑﻌﺾ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻭﺳﻼﻃﻴﻨﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﻭﻭﺍﺟﻪ ﺍﻟﻤﺸﺎﻕ ﻓﻲ ﺗﻬﺠﻴﺮﻩ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺒﻘﺎﺭﺓ
ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺸﺔ. ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﻫﺠﻤﺎﺕ
ﺍﻷﺣﺒﺎﺵ ﻭﺍﻟﻄﻠﻴﺎﻥ ﻭﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰ ﻭﺍﻷﺗﺮﺍﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ
ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻗﻮﺍﺩﻩ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻣﻦ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺩﻗﻨﺔ
ﻭﺣﻤﺪﺍﻥ ﺃﺑﻮﻋﻨﺠﺔ ﻭﺍﻟﺰﺍﻛﻲ ﻃﻤﻞ ﻭﺍﻟﻨﻮﺭ ﻋﻨﻘﺮﺓ
ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﻨﺠﻮﻣﻲ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻗﻊ
ﻣﺸﻬﻮﺩﺓ، ﻭﻟﻜﻦ ﺿﻴﻖ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺗﺒﺮﻡ ﻛﺜﻴﺮ
ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺸﺪﺓ ﺍﻟﻤﺘﺒﻌﺔ ﻓﻲ ﺣﻤﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻭﺗﻜﺎﻟﺐ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﺍﻟﻐﺎﺯﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ
ﻭﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺂﻣﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ
ﻣﻊ ﺍﻟﻐﺎﺯﻱ ﺍﻷﺟﻨﺒﻲ ﻭﺃﻫﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻣﺪﺍﻓﻊ
ﺍﻟﻤﻜﺴﻴﻢ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺇﺫ ﺍﻥ ﻛﺮﺭﻱ
ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭﻝ ﻣﻜﺎﻥ ﺗﺠﺮﺏ ﻓﻴﻪ ﺛﻢ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﺖ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﻨﺠﺎﺡ
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ. ﻭﻛﺎﻥ ﺗﻜﺘﻴﻚ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ
ﺍﻟﻤﻌﻬﻮﺩ ﻫﻮ ﺿﻢ ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ ﻭﺇﻃﻼﻕ ﺭﺻﺎﺹ ﺍﻟﺒﻨﺎﺩﻕ
ﺍﻟﻤﺘﺠﻤﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺩﻓﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺳﻼﺡ
ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﺒﻨﺪﻗﻴﺔ. ﺃﻣﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻜﺴﻴﻢ ﻓﺈﻥ ﺿﻢ ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ
ﻣﺠﺰﺭﺓ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ ﺳﻬﻮﻝ ﻛﺮﺭﻱ
ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ
ﻓﻲ ﻛﺮﺭﻱ ﻋﺎﻡ 1898ﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﻧﺘﻬﻰ ﺑﺈﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﻋﺸﺮﺍﺕ
ﺍﻷﻟﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻓﻲ ﻛﺮﺭﻱ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﻟﺔ
ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻓﻲ ﺃﻡ ﺩﺑﻴﻜﺮﺍﺕ ﻋﺎﻡ
1899 ﻡ.
ﺇﻣﺘﺎﺯ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻘﺪﺭﺓ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺑﻬﺎ
ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺷﺌﻮﻥ ﺩﻭﻟﺘﻪ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ ﻭﻣﺎﻟﻴﺎ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬﻳﺎ ﻓﺼﻨﻊ
ﺍﻟﺬﺧﻴﺮﺓ ﻭﺳﻚ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﺃﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻄﺎﺑﻊ ﻭﺍﻫﺘﻢ ﺑﺈﻧﻘﺎﺫ ﺃﺣﻜﺎﻡ
ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻇﻞ ﻳﺤﻜﻢ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺼﻌﺎﺏ ﻷﻛﺜﺮ
ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎ. ﻭﺣﺪ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺗﻮﺣﻴﺪﺍ ﺗﺎﻣﺎ.
ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﺛﻼﺛﺔ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﻭﻟﺪﺍ ﻭﺛﻤﺎﻧﻲ ﺑﻨﺎﺕ ﻛﻤﺎ
ﻳﻠﻲ:
ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﻳﻌﻘﻮﺏ ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﺼﻤﺪ
ﻭﻳﺤﻴﻲ ﻭﻋﻤﺮ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻭﻣﺤﻤﺪ
ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﻭﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺣﻤﺰﺓ ﻭﺍﻟﻄﻴﺐ ﻭﻓﻀﻞ ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻭﺣﺴﻦ ﻭﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻭﺩﺍﻭﺩ ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﻤﺠﻴﺪ
ﻭﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺁﺩﻡ ﻭﻳﻮﺳﻒ ﻭﻋﻠﻲ. ﻭﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ
ﻣﺤﻤﺪ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺄﻣﻮﻥ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﺻﻼﺡ
ﻋﺒﺪﺍﻟﺴﻼﻡ. ﻭﺗﻔﺼﻴﻠﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ: ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻭﻣﺤﻤﺪ
ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﻭﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺃﻡ ﻛﻠﺜﻮﻡ
ﺑﻨﺖ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ.
-1 ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺰﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ
ﺗﺰﻭﺝ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ﺃﺣﻤﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎﻟﺢ. ﻭﺷﻴﺦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ
ﺗﺰﻭﺝ ﺯﻫﻮﺭ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ.
-2 ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺃﺑﻨﺎﺅﻩ ﻣﻌﺎﺫ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺰﻭﺝ ﺷﺎﻫﻴﻨﺎﺯ ﻣﺤﻤﺪ
ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ، ﻭﻋﺪﻧﺎﻥ ﺗﺰﻭﺝ ﺣﻠﻴﻤﺔ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻠﻪ،
ﻭﺃﺑﻮﻋﺒﻴﺪﺓ ﺗﺰﻭﺝ ﺯﻫﺮﺓ ﺍﻟﻨﻤﻮﺭﻱ، ﻭﻣﻬﺪﻱ، ﻭﻣﻌﺪ، ﻭﺳﻴﺪﺓ
ﺯﻭﺟﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ، ﻭﺯﻟﻔﺔ ﺯﻭﺟﺔ ﺃﺣﻤﺪ ﻣﻮﺳﻰ
ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻳﻌﻘﻮﺏ ، ﻭﺯﻳﻨﺐ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺒﺸﺮ ﻋﻠﻲ
ﻓﺮﺡ.
-3 ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺗﺰﻭﺝ ﻧﻮﻥ
ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺛﻢ ﺇﺷﺮﺍﻗﺔ ﺃﺑﻮﺭﻭﻑ، ﻭﻣﻬﺪﻱ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ
ﺗﺰﻭﺝ ﺯﻳﻨﺐ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ، ﻭﺃﻡ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ
ﺍﻟﻤﻠﻴﺢ.
-4 ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺃﺑﻨﺎﺅﻩ ﻣﺤﻤﺪ ﺗﺰﻭﺝ
ﺇﺧﻼﺹ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ، ﻭﺃﺣﻤﺪ ﺗﺰﻭﺝ ﺇﺑﺘﺴﺎﻡ
ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ، ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﺑﻮﻋﺒﻴﺪﺓ ، ﻭﺳﻌﺪﻳﺔ.
-5 ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﻣﻴﻦ
-6 ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﺪﻳﻦ
-7 ﻋﻤﺮ
-8 ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ
-9 ﻋﻠﻲ
-10 ﺩﺍﻭﺩ
-11 ﻋﺒﺪﺍﻟﺴﻼﻡ
-12 ﺣﻤﺰﺓ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻔﺘﺸﺎ ﺯﺭﺍﻋﻴﺎ ﻭﺃﺑﻨﺎﺅﻩ ﺣﺴﻦ
ﻭﻋﻠﻲ ﻭﺁﻣﻨﻪ.
-13 ﻓﻀﻞ ﻭﻫﻮ ﺷﻘﻴﻖ ﻋﻤﺮ ﻭﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻭﺃﺑﻨﺎﺅﻩ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ
ﻭﻋﻠﻲ ﻭﻳﻌﻘﻮﺏ ﻭﻓﺎﻃﻤﺔ.
ﺃﻣﺎ ﺑﻨﺎﺗﻪ ﻓﺎﻟﺮﺿﻴﺔ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮﻯ ﺍﻹﻣﺎﻡ
ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻭﺃﻛﺒﺮ ﺃﻭﻻﺩﻫﺎ ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻡ ﺧﺎﻟﺪ ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ.
ﺣﻠﻴﻤﺔ ﺍﻟﺴﻌﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﻭﺟﻬﺎ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺍﻟﺪﺓ
ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﺧﻮﺍﻧﻪ ﺛﻢ ﻣﺮﻳﻢ ﺯﻭﺟﺔ ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ﺍﻻﻣﻴﺮ ﻳﻌﻘﻮﺏ
ﺛﻢ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺯﻭﺟﺔ ﺃﺣﻤﺪ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻭﺣﻮﺍﺀ ﺯﻭﺟﺔ ﻋﻤﺮ
ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻭﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ﺯﻭﺟﺔ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﻠﻲ
ﺍﻟﺤﻠﻮ ﻭﺻﺎﻓﻴﺔ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻡ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﻠﻲ
ﺍﻟﺤﻠﻮ ﻭﻧﻔﻴﺴﺔ ﺯﻭﺟﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻭﺭﺍﺑﻌﺔ ﻭﺯﻫﺮﺓ
ﻭﺁﻣﻨﺔ ﻭﺃﻡ ﻧﻌﻴﻢ ﻭﺧﺎﺩﻡ ﺍﻟﻠﻪ. ﻭﻳﻌﻴﺶ ﻣﻌﻈﻤﻬﻦ ﻓﻲ ﺣﻲ
ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﺑﺄﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ.
ﻗﺘﻞ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻲ 24 ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ﺳﻨﺔ
1899ﻡ:
"ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺃﺻﺒﺢ ﻫﻤﻨﺎ ﻣﺤﺼﻮﺭﺍ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻜﺎﻥ
ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﺨﺒﺮﻳﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻀﻄﺮﺑﺔ ﻭﺃﻗﺮﺑﻬﺎ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﺃﻧﻪ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻣﻨﻬﻞ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭﺓ ﻣﻨﺬ 3 ﺃﻳﺎﻡ
ﻗﺎﺻﺪﺍ ﻣﻨﻬﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﺃﻧﻪ ﺃﺭﺳﻞ ﺃﺣﻤﺪ ﻓﻀﻴﻞ ﻟﻴﻮﺍﻓﻴﻪ
ﺑﺎﻟﺤﺒﻮﺏ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎﻙ ﻛﻠﻬﻢ ﺷﻤﺎﻻ ﻟﻐﺰﻭ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ﻭﻋﻠﻴﻪ
ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﺎﺩﻝ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﻮﺻﻠﻨﺎ ﻣﻨﻬﻞ ﺟﺪﻳﺪ
ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ 10 ﻣﻦ ﺻﺒﺎﺡ 23 ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ﻓﻮﺟﺪﻧﺎﻩ ﺧﺎﻟﻴﺎ ﻭﻟﻜﻦ
ﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺤﻆ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﻓﻴﻪ ﺑﺮﻛﺔ ﻣﺎﺀ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺸﺮﺏ ﻭﻟﻮﻻ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ﻻﺿﻄﺮﺭﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﺮﺟﻊ ﺍﻟﻘﻬﻘﺮﻯ. ﻭﻛﻨﺖ ﻗﺪ
ﺭﺟﺤﺖ ﻣﻦ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺀ ﻓﻲ ﺃﺑﻲ ﻋﺎﺩﻝ ﺃﻥ ﻣﻴﺎﻩ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻤﻨﻬﻞ ﻏﻴﺮ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺸﺮﺏ ﻓﺄﺭﺳﻠﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ
ﻟﻼﺳﺘﻘﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻭﻭﺟﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﺟﺪﻳﺪ ﺭﺟﻼ ﻓﺎﺭﺍ ﻣﻦ
ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻓﺄﺧﺒﺮﻧﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﺑﺠﻴﺸﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﺳﺒﻌﺔ
ﺃﻣﻴﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﺄﺭﺳﻠﺖ
ﺍﻟﻴﻮﺯﺑﺎﺷﻲ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺃﻓﻨﺪﻱ ﺣﺴﻴﻦ ﺑﻜﺘﻴﺒﺔ ﻣﻦ ﻓﺮﺳﺎﻥ
ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻤﺘﺤﺎﺑﺔ ﻟﻴﻜﺸﻒ ﻟﻨﺎ ﺧﺒﺮﻩ ﻭﻳﻌﻴﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻓﺄﺗﻢ
ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻹﻗﺪﺍﻡ ﻭﺍﻟﺒﺴﺎﻟﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﻋﺎﺩ ﻓﺄﺧﺒﺮ
ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﻬﻞ ﺃﻡ ﺩﺑﺮﻳﻜﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺑﻀﻌﺔ
ﺃﻣﻴﺎﻝ ﻣﻨﺎ. ﻭﻗﺪ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﺣﺘﻼﻟﻨﺎ ﻟﻤﻨﻬﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﺃﻭﻗﻊ
ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﺣﺮﺝ ﺟﺪﺍ ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺑﺴﺒﺒﻨﺎ ﻗﺎﺩﺭﺍ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ ﺷﻤﺎﻻ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻛﻨﺎ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﻭﻳﺮﺟﻊ
ﺟﻨﻮﺑﺎ ﺑﺠﻤﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ ﻓﻲ ﻗﻔﺮ ﻭﻋﺮ ﻻ ﻣﺎﺀ
ﻓﻴﻪ ﻭﺯﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺒﻮﺏ
ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺗﻰ ﺑﻬﺎ ﺃﺣﻤﺪ ﻓﻀﻴﻞ ﻭﺍﺳﺘﻮﻟﻴﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻠﻬﺬﻩ
ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺗﺮﺟﺢ ﻟﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﺜﺒﺖ ﺣﻴﺚ ﻫﻮ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻃﺮﻳﻘﻨﺎ
ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﺷﺎﺋﻜﺔ ﻭﻋﺮﺓ ﻣﺸﺘﺒﻜﺔ ﺍﻟﺸﺠﺮ ﺣﺘﻰ ﻛﻨﺎ ﻓﻲ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺤﺎﻝ ﻧﻔﺘﺤﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﺆﻭﺱ. ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ 3
ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺍﻟﻜﺸﺎﻓﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﺭﺍﻭﻳﺶ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ
ﺃﻣﻴﺎﻝ ﻣﻨﺎ. ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﻮﻟﻮﻧﻴﻞ ﻣﺎﻫﻮﻥ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻜﺸﻒ
ﻣﻌﺴﻜﺮﻫﻢ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭﻋﻴﻦ ﻣﻮﻗﻌﻪ ﻭﻭﻗﻒ ﺑﺎﻟﺴﻮﺍﺭﻱ
ﻭﺍﻟﻤﻜﺴﻴﻢ ﺍﻟﺮﺍﻛﺒﺔ ﻋﻨﺪ ﻫﻀﺒﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﻴﻠﻴﻦ
ﻣﻨﺎ. ﻓﺎﻧﺘﻈﻢ ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﺍﻧﺘﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺳﺮﻧﺎ ﺑﺤﺬﺭ ﻭﻫﺪﻭﺀ
ﺣﺘﻰ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺴﻤﻊ ﻟﻨﺎ ﺻﻮﺕ ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﺳﻤﻌﻨﺎ
ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻨﻘﺎﻗﻴﺮ ﻭﺑﺆﻗﺖ ﺍﻷﻣﺒﺎﻳﺔ ﺗﺒﻮﻳﻖ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺛﻢ ﺳﻜﻨﺖ
ﺑﻐﺘﺔ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ 3 ﻭﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ 40 ﻭﺻﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﻀﺒﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻒ ﺍﻟﺴﻮﺍﺭﻱ ﻭﺍﻟﻤﻜﺴﻴﻢ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻓﺄﺑﺪﻟﻨﺎ ﺑﻜﺸﺎﻓﺔ
ﺍﻟﺴﻮﺍﺭﻱ ﻛﺸﺎﻓﺔ ﺑﻴﺎﺩﺓ ﻭﻣﻜﺜﻨﺎ ﻧﻨﺘﻈﺮ ﺑﺰﻭﻍ ﺍﻟﻔﺠﺮ. ﻓﻠﻤﺎ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ 5 ﻭﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ 10 ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪ
ﺃﻭﻝ ﻃﻠﻮﻉ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﺭﺟﻊ ﺍﻟﻜﺸﺎﻓﺔ ﺍﻟﺒﻴﺎﺩﺓ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻭﺭﺃﻳﻨﺎ
ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﺪﺭﺍﻭﻳﺶ ﻣﻘﺒﻠﺔ ﻧﺤﻮﻧﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻓﺎﺳﺘﻌﺪ ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ
ﻋﻠﻰ ﺧﻂ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻟﻠﻘﺘﺎﻝ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ 5 ﻭﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ 15
ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻊ ﻭﺍﻟﻤﻜﺴﻴﻢ ﺑﺈﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺗﺒﻌﻬﺎ ﺍﻟﺒﻴﺎﺩﺓ
ﻓﺸﺮﻋﻮﺍ ﻛﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺩﻓﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻛﺎﻥ ﻧﻮﺭ
ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺿﻌﻴﻔﺎ ﻓﻠﻢ ﻧﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺣﺮﻛﺎﺕ
ﺍﻟﺪﺭﺍﻭﻳﺶ ﺑﺎﻟﺪﻗﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻣﻦ ﻧﻴﺮﺍﻧﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ
ﺗﺰﺩﺍﺩ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﺤﺮﻛﻮﻥ ﻧﺤﻮ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺑﻘﺼﺪ ﻣﻬﺎﺟﻤﺘﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ ﻓﺄﺧﺬ ﻋﺴﺎﻛﺮ ﺍﻟﻤﻴﻤﻨﺔ
ﻳﺘﺤﺮﻛﻮﻥ ﺭﻭﻳﺪﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﻭﻋﺴﺎﻛﺮ ﺍﻟﻤﻴﺴﺮﺓ ﻳﻤﺪﻭﻥ ﺧﻂ
ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﺑﻘﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﻭﻳﺶ ﺗﺠﺎﻫﻨﺎ ﻭﻟﻢ
ﻧﻤﻨﻜﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺪﻭﺭﻭﺍ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻨﺎ ﻛﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ. ﻭﻛﺎﻥ ﻛﻠﻤﺎ
ﺍﻧﻘﺸﻊ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻭﺃﺿﺎﺀ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺯﺍﺩﺕ ﺣﺮﻛﺎﺕ
ﺍﻟﺪﺭﺍﻭﻳﺶ ﻭﺿﻮﺣﺎ ﺣﺘﻰ ﺭﺃﻳﻨﺎﻫﻢ ﻳﻬﺎﺟﻤﻮﻧﻨﺎ ﺯﻣﺮﺍ ﻭﻫﻢ
ﻳﻀﺠﻮﻥ ﺑﺎﻟﺘﻬﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﻟﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ ﻭﻟﻜﻦ
ﻧﻴﺮﺍﻧﻨﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺼﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻼ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﺭﺩﺕ
ﻫﺠﻤﺎﺗﻬﻢ ﻭﺃﺧﻤﺪﺕ ﻧﻴﺮﺍﻧﻬﻢ ﻭﻫﺰﻣﺘﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺴﻜﺮﻫﻢ ﻓﺄﺧﺬﻧﺎ
ﻧﺘﻘﺪﻡ ﺭﻭﻳﺪﺍ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺘﺼﻴﺪ ﻣﻦ ﻧﺮﺍﻩ ﻣﻨﻬﺰﻣﺎ ﺃﻣﺎﻣﻨﺎ ﺣﺘﻰ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ 6 ﻭﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ 25 ﻓﺄﻣﺮﺕ ﺑﺈﻳﻘﺎﻑ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﺄﺗﺎﻧﺎ
ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺴﺘﺄﻣﻨﻴﻦ ﻓﺄﻣﻨﺎﻫﻢ. ﻭﻣﺎ ﺯﻟﻨﺎ ﺳﺎﺋﺮﻳﻦ ﺣﺘﻰ
ﺃﺗﻴﻨﺎ ﻣﻌﺴﻜﺮﻫﻢ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﻏﺎﺑﺔ ﻛﺜﻴﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ
ﻣﻴﻞ ﻭﻧﺼﻒ ﻣﻴﻞ ﻣﻦ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻟﻮﻑ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﺄﺗﻮﺍ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ.
ﻭﺍﻗﺘﻔﻰ ﺍﻟﺴﻮﺍﺭﻱ ﻭﺍﻟﻬﺠﺎﻧﺔ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﺪﺭﺍﻭﻳﺶ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻣﺎ
ﺃﺑﻌﺪﻭﺍ ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻠﻤﻮﺍ ﺳﻠﻤﻮﺍ ﺇﻻ
ﺑﻌﺾ ﺟﻬﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺨﺘﻴﻢ ﻣﻮﺳﻰ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺣﺎﺭﺑﻮﺍ ﺃﻭﻻ ﺛﻢ
ﺳﻠﻤﻮﺍ.
ﺍﻟﻘﺘﻠﻰ ﻭﺍﻷﺳﺮﻯ ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺋﻢ:
"ﻭﺑﻌﺪ ﺇﻧﺠﻼﺀ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ
ﺍﻷﻭﺭﻃﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺛﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺘﻠﻰ ﻓﻲ ﺑﻘﻌﺔ
ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﺴﺄﻟﻨﺎ ﺍﻷﺳﺮﻯ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﺃﻧﻬﻢ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ
ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺸﻲ ﻭﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﻠﻲ ﻭﺩ ﺣﻠﻮ ﻭﺃﺣﻤﺪ ﻓﻀﻴﻞ
ﻭﺍﻟﺴﻨﻮﺳﻲ ﺃﺣﻤﺪ ﺃﺧﻮ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﻪ ﻭﻫﺎﺭﻭﻥ ﻣﺤﻤﺪ
ﺃﺧﻮﻩ ﻣﻦ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻭﻳﻌﻘﻮﺏ ﺃﺑﻮ
ﺯﻳﻨﺒﺔ ﻭﺣﺎﻣﺪ ﻭﺩ ﻋﻠﻲ ﺷﻘﻴﻖ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺩ ﻋﻠﻲ ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﺒﺎﻗﻲ
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﻭﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺸﺔ ﻭﺑﺸﻴﺮ ﻋﺠﺐ ﺍﻟﻔﻴﻪ ﺃﻣﻴﺮ
ﻛﻨﺎﻧﺔ. ﻭﺭﺃﻳﻨﺎ ﻭﺭﺍﺀﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺟﺜﺖ
ﺧﻴﻮﻟﻬﻢ. ﻭﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻳﻮﻧﺲ ﺍﻟﺪﻛﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺟﺪ ﻣﺨﺘﺒﺌﺎ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻘﺘﻠﻰ ﺇﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻟﻤﺎ ﻋﺠﺰ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺪﻭﺭ ﺣﻮﻟﻪ ﻭﻟﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻔﻠﺢ ﻧﺰﻝ ﻋﻦ
ﺟﻮﺍﺩﻩ ﻭﺃﻣﺮ ﺃﻣﺮﺍﺀﻩ ﻓﻨﺰﻟﻮﺍ ﻋﻦ ﺟﻴﺎﺩﻫﻢ ﺃﻳﻀﺎ ﺛﻢ ﺍﻓﺘﺮﺵ
ﻓﺮﻭﺗﻪ ﻭﺟﻠﺲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺩﺓ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﺠﻠﺲ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﻠﻲ ﻭﺩ ﺣﻠﻮ ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻨﻪ ﻭﺃﺣﻤﺪ
ﻓﻀﻴﻞ ﻋﻦ ﻳﺴﺎﺭﻩ ﻭﺟﻠﺲ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﺣﻮﻟﻪ ﺣﻠﻘﺔ
ﻭﺟﻌﻠﻮﺍ ﺣﺮﺳﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺻﻔﺎ ﻭﺃﺣﺪﺍ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﻋﻠﻰ 20
ﻳﺎﺭﺩﺓ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻣﻜﺜﻮﺍ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺑﺠﻨﺎﻥ ﺛﺎﺑﺖ ﻓﻠﻤﺎ
ﺭﺃﻳﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺃﻣﺮﺕ ﺃﻫﻠﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﻗﻌﻮﺍ ﻓﻲ
ﺍﻷﺳﺮ ﻓﺤﻔﺮﻭﺍ ﻟﻬﻢ ﺣﻔﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﻓﻴﻪ
ﻭﺩﻓﻨﻮﻫﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻣﺎﻣﻲ."
ﻗﻠﺖ ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺗﺴﻦ ﺑﻚ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻣﻘﺘﻮﻻ ﻓﻲ
ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻓﻨﺰﻉ ﻋﻨﻪ ﺟﺒﺘﻪ ﻭﺳﻴﻔﻪ ﻗﺒﻞ ﺩﻓﻨﻪ ﻭﺃﺗﻰ ﺑﻬﻤﺎ
ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺮ ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺠﺒﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻲ ﻣﻠﻄﺨﺔ ﺑﺎﻟﺪﻡ ﻭﻣﺨﺮﻗﺔ
ﺑﺎﻟﺮﺻﺎﺹ ﻭﻗﺪ ﻭﺟﺪ ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻬﺎ ﻛﻴﺲ ﺻﻐﻴﺮ ﻓﻴﻪ ﺻﻮﺭ
ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻳﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﺳﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﻣﻦ
ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ﻳﺤﺜﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﻀﻤﺎﻡ ﺇﻟﻴﻪ. ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺴﻴﻒ
ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻪ ﺳﻴﻒ ﻗﺪﻳﻢ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻨﻪ ﺃﺳﻢ ﺻﺎﺣﺐ
ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻧﺎﺻﺮ ﺃﺑﻦ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻵﺧﺮ: ﻳﺎ ﺭﺏ ﺑﻬﻢ ﻭﺑﺂﻟﻬﻢ
ﻋﺠﻞ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ ﻭﻫﺐ ﻟﻲ ﻳﺎ ﻭﻫﺎﺏ ﻋﻠﻤﺎ ﻭﺣﻜﻤﺔ ﻭﻟﻠﺮﺯﻕ
ﻳﺎ ﺭﺯﺍﻕ ﻛﻦ ﻟﻲ ﻣﺴﻬﻼ.
ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﻣﺂﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻻ ﻳﺴﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻻ
ﺍﻹﻋﺠﺎﺏ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﻣﺔ ﻭﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺠﺄﺵ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﻻﻗﻰ ﺑﻬﻤﺎ
ﻣﻨﻴﺘﻪ. ﻭﻗﺪ ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻣﻦ ﺷﻬﺪ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺃﺣﻤﺪ ﻓﻀﻴﻞ ﺃﻧﻪ ﺭﺃﻯ
ﺭﺟﻠﻴﻦ ﺭﺑﻄﺎ ﻳﺪﻳﻬﻤﺎ ﻣﻌﺎ ﻋﻨﺪ ﺭﺳﻐﻴﻬﻤﺎ ﺑﻮﺛﺎﻕ ﻭﺗﻌﺎﻫﺪﺍ
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻬﺠﻤﺎ ﻣﻌﺎ ﻓﻴﻨﺘﺼﺮﺍ ﺃﻭ ﻳﺴﻴﺮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻳﺪﺍ
ﺑﻴﺪ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺑﻌﻘﺪ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﻭﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻳﺸﻴﺮ
ﺷﺎﻋﺮﻫﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ:
ﻳﺎ ﺃﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﺗﻌﺎﻟﻮﺍ ﺃﻭﺻﻴﻜﻢ ﻭ ﺃﻭﺩﻋﻜﻢ ﻧﺒﻴﺎ ﻻ ﻳﺨﻮﻥ
ﻓﻴﻜﻢ
ﺃﻋﻘﺪﻭﺍ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﻣﺎ ﺗﺠﻮﻧﺎ ﺑﻘﻔﻴﻜﻢ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻼ ﻭﻓﻲ
ﺍﻟﺤﻠﺔ ﺭﺍﺟﻴﻜﻢ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﺭﺟﻴﻨﻠﺪ ﻭﻧﺠﺖ" :ﻟﻤﺎ ﺷﺎﻉ ﺧﺒﺮ ﻣﻮﺕ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ
ﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺪ ﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮﻯ
ﻧﺤﻮ 3000 ﺭﺟﻞ ﻭ6000 ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ ﺑﻴﻨﻬﻢ
29 ﺃﻣﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﺃﻣﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﻭﺃﻫﻤﻬﻢ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺷﻴﺦ
ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﺑﻦ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻭﻳﻮﻧﺲ ﺍﻟﺪﻛﻴﻢ ﻭﺍﻟﺨﺘﻴﻢ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻓﻀﻞ
ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﻭﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺃﺧﻮ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻣﺤﻤﻮﺩ)ﻓﺄﺭﺳﻞ ﻫﺆﻻﺀ
ﻣﻊ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺳﺠﻦ
ﺭﺷﻴﺪ ﺛﻢ ﻧﻘﻠﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺳﺠﻦ ﺩﻣﻴﺎﻁ ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻟﻮﻥ ﻓﻴﻪ (.
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺧﺴﺎﺭﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ)ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﺖ ﺑﻮﺍﻗﻌﺔ
ﺟﺪﻳﺪ ( 3 ﻗﺘﻠﻰ ﻭ23 ﺟﺮﻳﺤﺎ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺧﺴﺎﺭﺗﻨﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺘﻴﻦ 6 ﻗﺘﻠﻰ ﻓﻴﻬﻢ ﺿﺎﺑﻄﺎﻥ ﻭ27 ﺟﺮﻳﺤﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ. ﻭﺃﻣﺎ ﺧﺴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺪﺭﺍﻭﻳﺶ ﻓﻘﺪ ﻗﺪﺭﺕ ﺑﻨﺤﻮ
1000 ﻗﺘﻴﻞ ﻭﺟﺮﻳﺢ ﻭ9400 ﺃﺳﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ
ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ. ﻭﻏﻨﻢ ﺍﻟﺠﻴﺶ 35 ﺟﻤﻼ ﻭ50 ﺣﻤﺎﺭﺍ ﻭ180
ﺑﻘﺮﺓ ﻭ300 ﺭﺃﺱ ﻣﺎﻋﺰ ﻭﻧﺤﻮ 2000 ﺑﻨﺪﻗﻴﺔ ﻭ2000
ﺳﻴﻒ ﻭﺣﺮﺑﺔ ﻭ200 ﺃﺭﺩﺏ ﻏﻠﺔ.
"ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺨﺘﺎﻡ ﺃﺳﺮ ﺑﺄﻥ ﺃﺷﻬﺪ ﺑﺎﻟﺒﺴﺎﻟﺔ ﻭﺍﻹﻗﺪﺍﻡ ﻭﺛﺒﺎﺕ
ﺍﻟﺠﺄﺵ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻇﻬﺮﻫﺎ ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺘﻴﻦ ﻓﺈﻥ ﺃﻫﻤﻴﺔ
ﺍﻹﺳﺮﺍﻉ ﻓﻲ ﺿﺮﺏ ﺃﺣﻤﺪ ﻓﻀﻴﻞ ﻭﺍﻻﺳﺘﻄﺮﺍﺩ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﺏ
ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺃﻭﺟﺒﺎ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﺁﻧﺎﺀ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ
ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﻭﻋﺮﺓ ﺑﻼ ﺭﺍﺣﺔ ﺃﻭ ﺑﺮﺍﺣﺔ ﻻ ﺗﺬﻛﺮ. ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻡ
ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻭﻟﻢ ﻳﺒﺎﻟﻮﺍ ﺑﻤﺎ ﻟﻘﻮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻕ
ﻭﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ 4 ﺑﻌﺪ ﻇﻬﺮ 21 ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ 7 ﻣﻦ ﺻﺒﺎﺡ 24 ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﺃﻱ
ﻓﻲ ﻣﺪﺓ 63 ﺳﺎﻋﺔ ﻗﻄﻌﻮﺍ ﻣﺴﺎﻓﺔ 57 ﻣﻴﻼ ﻭﻭﺍﻗﻌﻮﺍ
ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻓﻲ ﻭﺍﻗﻌﺘﻴﻦ ﻭﺧﺮﺟﻮﺍ ﻇﺎﻓﺮﻳﻦ. ﻭﻣﺎ ﺃﻇﻦ ﻗﺎﺋﺪﺍ
ﻳﻠﻘﻰ ﻣﻦ ﺿﺒﺎﻃﻪ ﻭﻋﺴﺎﻛﺮﻩ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻣﺨﻠﺼﺔ ﻛﻤﺎ
ﻟﻘﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﻭﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺳﻌﺪﻧﻲ ﺍﻟﺤﻆ ﺑﻘﻴﺎﺩﺗﻬﻢ
ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺻﺪﻕ ﺍﻟﺘﺮﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺀﺗﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻨﺪﺍﻧﺎﺕ
ﻟﻠﻀﺒﺎﻁ ﻭﺍﻟﺼﻒ ﺿﺒﺎﻁ ﻭﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺇﻣﺘﺎﺯﻭﺍ ﻓﻲ
ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﻭﺃﺗﺸﺮﻑ ﺑﺄﻥ ﺃﻋﺮﺽ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺇﻣﺘﺎﺯﻭﺍ ﻓﻲ
ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺘﻴﻦ "... ﺍﻩ.
ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰ ﻭﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﺇﻣﺘﺎﺯﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺟﻤﻠﺔ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ:
ﺍﻟﺒﻜﺒﺎﺷﻲ ﺃﺣﻤﺪ ﺃﻓﻨﺪﻱ ﺣﺎﻓﻆ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻮﺑﺠﻴﺔ. ﻭﺍﻟﺼﺎﻍ
ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺃﻓﻨﺪﻱ ﺻﺎﺩﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺠﺎﻧﺔ. ﻭﺍﻟﻴﻮﺯﺑﺎﺷﻴﻮﻥ ﻣﺤﻤﻮﺩ
ﺃﻓﻨﺪﻱ ﺑﻬﺠﺖ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺣﺮﺏ ﻭﻣﺼﻄﻔﻰ ﺃﻓﻨﺪﻱ ﺷﺎﻫﻴﻦ ﻣﻦ
ﺍﻟﻬﺠﺎﻧﺔ ﻭﺃﺣﻤﺪ ﺃﻓﻨﺪﻱ ﻋﻮﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﺭﻃﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ.
ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺃﻓﻨﺪﻱ ﺭﻭﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﺭﻃﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ.
ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺃﻓﻨﺪﻱ ﺭﺿﻰ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﺭﻃﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﺸﺮﺓ.
ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺃﻓﻨﺪﻱ ﻃﻠﻌﺖ ﻭﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺃﻓﻨﺪﻱ ﻛﺎﻣﻞ ﻭﺣﺴﻦ
ﺃﻓﻨﺪﻱ ﻋﻄﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﻓﻜﻮﻓﺌﻮﺍ ﺟﻤﻴﻌﺎ.
ﻭﺣﻀﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺷﺎﻫﻴﻦ ﺃﻓﻨﺪﻱ ﺟﺮﺟﺲ
ﻭﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺃﻓﻨﺪﻱ ﺩﻳﻤﺘﺮﻱ ﻭﻛﻼﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﻇﻔﻲ ﺍﻟﻤﺨﺎﺑﺮﺍﺕ
ﻓﺄﻇﻬﺮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻤﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﺪﺓ ﻭﺍﻹﻗﺪﺍﻡ ﻣﺎ ﺃﻇﻬﺮﺍﻩ ﻓﻲ
ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺍﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻀﺮﺍﻫﺎ ﻓﺴﺮ ﺍﻟﺴﺮ ﺭﺟﻴﻨﻠﺪ ﻣﻦ
ﺳﻠﻮﻛﻬﻤﺎ ﻭﺃﻭﺻﻰ ﺑﺘﺮﻗﻴﻬﻤﺎ ﻓﺄﻧﻌﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻫﻴﻦ ﺃﻓﻨﺪﻱ
ﺑﺎﻟﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻊ ﻟﻘﺐ ﺑﻚ ﺛﻢ ﺳﻤﻲ ﺳﻜﺮﺗﻴﺮ ﺍﻟﺴﺮﺩﺍﺭ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ. ﻭﻣﻨﺢ
ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺃﻓﻨﺪﻱ ﺍﻟﻨﻴﺸﺎﻥ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪﻱ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺛﻢ ﺳﻤﻲ ﺳﻜﺮﺗﻴﺮﺍ
ﻟﻤﻔﺘﺶ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ.
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺮﺩﺍﺭ ﻗﺪ ﻭﻋﺪ ﺑﺠﺎﺋﺰﺓ 10 ﺁﻻﻑ ﺟﻨﻴﻪ ﻟﻤﻦ ﻳﻠﻘﻲ
ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻓﻮﺯﻋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺴﺎﻛﺮ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺪﺓ. ﻭﻗﺪ ﺩﻟﺖ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﺮ ﺭﺟﻴﻨﻠﺪ ﻭﻧﺠﺖ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺎﺕ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﺩﻟﺖ ﻋﻠﻰ
ﻫﻤﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺍﻟﺤﺪ ﻭﺣﺰﻡ ﻭﺩﺭﺍﻳﺔ ﻭﺇﻗﺪﺍﻡ ﻓﺠﺎﺀﺕ ﺃﺟﻤﻞ ﺧﺘﺎﻡ
ﻟﻤﺂﺛﺮﻩ ﺍﻟﺤﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺮﺟﺎﻉ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺣﻤﻠﺖ ﺩﻭﻟﺘﻪ
ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻗﻴﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻤﺎ ﺍﺷﺘﻬﺮ
ﺣﺮﺏ ﺍﻟﺘﺮﻧﺴﻔﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﻧﺪﺏ ﺍﻟﻠﻮﺭﺩ ﻛﺘﺸﻨﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺳﻤﻲ
ﺍﻟﺴﺮ ﺭﺟﻴﻨﻠﺪ ﻭﻧﺠﺖ ﺑﺎﺷﺎ ﺳﺮﺩﺍﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ
ﻭﺣﺎﻛﻤﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ 22 ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ﺳﻨﺔ
1899ﻡ ﻭﻗﺪ ﺭﻗﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺇﻟﻰ ﺭﺗﺒﺔ ﻓﺮﻳﻖ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻱ ﺇﻟﻰ ﺭﺗﺒﺔ ﻣﺎﺟﻮﺭ ﻭﺟﻨﺮﺍﻝ ﻣﺤﻠﻲ
ﺛﻢ ﺭﻗﻲ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﺇﻟﻰ ﺭﺗﺒﺔ ﻣﺎﺟﻮﺭ ﺟﻨﺮﺍﻝ ﻭﻫﻮ ﻟﻢ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ
ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ.
ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺟﺪﻳﺪ ﺍﻟﻀﺮﺑﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺍﻟﻘﺎﺿﻴﺔ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﻭﺧﺘﺎﻡ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﻘﺬﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ
ﺑﻼﺀ ﺷﺪﻳﺪ ﺣﺎﻕ ﺑﻪ ﻣﺪﺓ 17 ﺳﻨﺔ ﻣﺘﻮﺍﻟﻴﺔ ﻓﺄﻫﻠﻚ ﻧﺤﻮ
3/5 ﺃﻫﻠﻪ ﻭﺃﺭﺍﺣﺖ ﻣﺼﺮ ﻣﻦ ﻧﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﺒﺎﻫﻈﺔ
ﻭﺃﻋﺎﺩﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﻼﺩﺍ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ
ﺟﺰﻳﻠﺔ ﺍﻟﻨﻔﻊ. ﻭﻗﺪ ﻗﺪﺭﺕ ﻧﻔﻘﺎﺕ ﺍﺳﺘﺮﺟﺎﻉ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻨﺤﻮ
2354354 ﺟﻨﻴﻬﺎ ﻣﺼﺮﻳﺎ ﻣﻨﻬﺎ 1181372 ﺟﻨﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺳﻜﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺣﻠﻔﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺮﻣﺔ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ
ﻭ21825 ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻠﻐﺮﺍﻑ ﻭ154934 ﺟﻨﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻮﺍﺑﺮﻭﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ ﻭ996223 ﺟﻨﻴﻬﺎ ﻧﻔﻘﺎﺕ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ.
ﻣﻊ ﺃﻥ ﻧﻔﻘﺔ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻛﺎﻧﺖ 15 ﻣﻠﻴﻮﻥ
ﺟﻨﻴﻪ ﻭﺃﻛﺜﺮ" .ﻧﻌﻮﻡ ﺷﻘﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺗﺤﻘﻴﻖ
ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺃﺑﻮﺳﻠﻴﻢ