ﻟﻤﺎ ﻧﻔﻲ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻄﺮﻃﻮﺷﻲ :
ﺍﻟﻰ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻭﺷﺎﻳﺔ، ﻭﻃﺎﻟﺖ ﻏﻴﺒﺘﻪ ﻋﻦ ﻭﻟﺪﻩ،
ﻭﺍﺷﺘﺪﺕ ﻟﻮﻋﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻛﺘﺐ ﺇﻟﻴﻪ:
ﻳﺎ ﺑﻨﻲ،ﺇﺫﺍ ﻫﺎﺝ ﺷﻮﻗﻲ ﻭﺗﻀﻌﻀﻊ ﺍﺻﻄﺒﺎﺭﻱ، ﻭﺍﺿﻄﺮﺑﺖ
ﻋﺰﺍﺋﻤﻲ ﻭﺍﺿﻄﺮﻣﺖ ﺑﻼﺑﻠﻲ، ﺃﺳﺮﺡ ﻃﺮﻓﻲ ﻓﻼ ﺃﺭﺍﻛﻢ،
ﻭﺃﺳﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺮﻛﺒﺎﻥ ﻓﻼ ﺃﻟﻘﺎﻛﻢ، ﻓﻼ ﻧﺴﻴﻤﻚ ﺃﺷﻤﻪ، ﻭﻻ
ﺷﺨﺼﻚ ﺃﻋﺘﻨﻘﻪ ﻭﺃﺿﻤﻪ، ﻭﻻ ﻭﺟﻬﻚ ﺃﺳﺘﺪﻧﻴﻪ ﻭﺃﻟﺘﺰﻣﻪ.
ﻭﺃﺑﺴﻂ ﻛﻔﺎ، ﻭﺃﺭﻓﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻃﺮﻓﺎ، ﻭﺃﺫﺭﻑ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ
ﺫﺭﻓﺎ، ﻭﺃﻗﻮﻝ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻣﻦ ﻓﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻣﺮﻩ، ﻭﻟﻢ
ﻳﻌﺎﺭﺽ ﻗﻀﺎﺀﻩ ﻭﻗﺪﺭﻩ، ﻟﻤﺎ ﺍﺑﺘﻠﻲ ﺑﻔﺮﺍﻕ ﺃﺣﺒﺎﺋﻪ، ﻭﺻﺒﺮ
ﻋﻠﻰ ﺑﻼﺋﻪ: ﻓﺼﺒﺮ ﺟﻤﻴﻞ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ
ﺗﺼﻔﻮﻥ.
ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﻛﻠﻤﺎ ﺫﻛﺮﺗﻜﻢ، ﻫﺎﺝ ﺷﻮﻗﻲ ﺇﻟﻰ ﺭﺅﻳﺘﻜﻢ، ﺃﻟﺤﻆ
ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻟﻌﻠﻲ ﺃﻟﺤﻆ ﺍﻟﻨﺠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻠﺤﻈﻮﻧﻪ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻗﻮﻝ:
ﺃﻗﻠﺐ ﻃﺮﻓﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺗﺮﺩﺩﺍ
............... ﻟﻌﻠﻲ ﺃﺭﻯ ﺍﻟﻨﺠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺖ
ﺗﻨﻈﺮ
ﻭﺃﺳﺘﻌﺮﺽ ﺍﻟﺮﻛﺒﺎﻥ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻭﺟﻬﺔ
.. ............... ﻟﻌﻠﻲ ﺑﻤﻦ ﻗﺪ ﺷﻢ ﻋﺮﻓﻚ
ﺃﻇﻔﺮ
ﻭﺃﺳﺘﻘﺒﻞ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻋﻨﺪ ﻫﺒﻮﺑﻬﺎ
... ............... ﻟﻌﻞ ﻧﺴﻴﻢ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻋﻨﻚ
ﻳﺨﺒﺮ
ﻭﺃﻣﺸﻲ ﻭﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﺂﺭﺏ
..............ﻉ ﺳﻰ ﻧﻐﻤﺔ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺳﺘﺬﻛﺮ
ﻭﺃﻟﻤﺢ ﻣﻦ ﺃﻟﻘﺎﻩ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺣﺎﺟﺔ
. ...............ﻋﺴﻰ ﻟﻤﺤﺔ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﻭﺟﻬﻚ
ﺗﺴﻔﺮ
ﻭﺇﻥ ﻗﺮﻋﺖ ﺳﻤﻌﻲ ﺑﺬﻛﺮﺍﻙ ﻗﺮﻋﺔ
............. ﻓﻤﻦ ﻣﻘﻠﺘﻲ ﺗﺒﻜﻲ ﺍﻟﺴﺤﺎﺏ ﻭﺗﻘﻄﺮ
ﻭﻣﻦ ﻇﻞ ﻓﻲ ﻋﻴﺪ ﻳﺴﺮ ﺑﺄﻫﻠﻪ
.. ............... ﻓﻤﺎ ﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﻠﻴﻦ ﺇﻻ
ﺍﻟﺘﺤﻴﺮ
ﻭﺃﻥ ﺯﺍﺭ ﺇﻟﻔﺎ ﺇﻟﻔﻪ ﺯﺭﺕ ﻣﻨﺰﻻ
. ...............ﻭﺣﻮﻟﻲ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﻔﻴﻈﺔ
ﻣﻌﺸﺮ
ﻳﻀﺎﺣﻚ ﻓﻲ ﺫﺍ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻛﻞ ﺣﺒﻴﺒﻪ
.. ............... ﻭﻣﺎﻟﻲ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﺎﺟﻲ
ﻭﺃﻧﻈﺮ
ﻳﺆﻭﺏ ﺍﻟﻰ ﺍﻷﻭﻃﺎﻥ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻏﺎﺋﺒﺎ
. ............... ﻭﻣﺎ ﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻃﺎﻥ ﺇﻻ
ﺍﻟﺘﺬﻛﺮ
ﻭﻳﺄﻭﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺣﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﺿﺮﺍ
... ...............ﻭﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﺣﺒﺎﺑﻲ ﻟﻴﺎﻝ
ﻭﺃﺷﻬﺮ
ﻛﺄﻧﺎ ﺧﻠﻘﻨﺎ ﻟﻠﻨﻮﻯ ﻭﻛﺄﻧﻤﺎ
............ ﻋﻠﻰ ﺷﻤﻠﻨﺎ ﺧﻄﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﻦ ﺃﺳﻄﺮ
ﺃﺃﺣﺒﺎﺑﻨﺎ ﻫﻞ ﻳﺠﻤﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﻤﻠﻨﺎ .
............... ﻋﺴﻰ ﻧﻠﺘﻘﻲ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻤﺎﺕ
ﻭﻧﺤﻀﺮ
ﺃﻣﺎ ﺣﺬﺭ ﺍﻟﻮﺍﺷﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﺻﺮﻋﺔ ؟
..... ............... ﻓﻠﻠﺪﻫﺮ ﻭﺍﺵ ﻻ ﻳﻨﺎﻡ
ﻭﻳﺴﻬﺮ
ﻟﻌﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺮﺗﺠﻲ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻏﻴﺮﻩ
. ............... ﻳﺠﻤﻊ ﺫﺍ ﺍﻟﺸﻤﻞ ﺍﻟﺸﺘﻴﺖ
ﻭﻳﺠﺒﺮ
ﻭﺃﺭﺟﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﻭﻋﺪﻩ
............... ﻓﺘﻘﻮﻯ ﺃﺟﻮﺭ ﺍﻟﺼﺎﺑﺮﻳﻦ ﻭﺗﻈﻔﺮ
ﻓﻴﺎ ﺭﺏ ﻓﺎﺣﻜﻢ ﺑﻴﻦ ﻋﺒﺪﻳﻚ ﻭﺍﺣﺪ
. ...............ﺿﻌﻴﻒ ﻭﻋﺒﺪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻞ
ﻭﻳﻘﺪﺭ.
)ﺧﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻟﻼﺻﻔﻬﺎﻧﻲ ﺝ٢ ﺹ٢٩١ ( ﻣﻨﻘﻮﻭﻭﻝ