ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻟﻨﺎﻇﺮﻩ ﺃﻱ ﻟﻤﻨﺘﻈﺮﻩ، ﻳﻘﺎﻝ : ﻧﻈﺮﺗﻪ ﺃﻱ
ﺍﻧﺘﻈﺮﺗﻪ. ﻭﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻗﺮﺍﺩ ﺑﻦ ﺃﺟﺪﻉ ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ
ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﻨﺬﺭ ﺧﺮﺝ ﻳﺘﺼﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺳﻪ ﺍﻟﻴﺤﻤﻮﻡ
ﻓﺄﺟﺮﺍﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﺛﺮ ﻋﻴﺮ ﻓﺬﻫﺐ ﺑﻪ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻟﻢ
ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺍﻧﻔﺮﺩ ﻋﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻭﺃﺧﺬﺗﻪ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻓﻄﻠﺐ
ﻣﻠﺠﺄ ﻳﻠﺠﺄ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺪﻓﻊ ﺇﻟﻰ ﺑﻨﺎﺀ، ﻓﺈﺫﺍ ﻓﻴﻪ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﻃﻲﺀ
ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺣﻨﻈﻠﺔ ﻭﻣﻌﻪ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻟﻪ؛ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻤﺎ : ﻫﻞ ﻣﻦ
ﻣﺄﻭﻯ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺣﻨﻈﻠﺔ : ﻧﻌﻢ. ﻓﺨﺮﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺄﻧﺰﻟﻪ ﻭ ﻟﻢ
ﻳﻜﻦ ﻟﻠﻄﺎﺋﻲ ﻏﻴﺮ ﺷﺎﺓ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ، ﻓﻘﺎﻝ
ﻻﻣﺮﺃﺗﻪ : ﺃﺭﻯ ﺭﺟﻼ ﺫﺍ ﻫﻴﺌﺔ ﻭﻣﺎ ﺃﺧﻠﻘﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﺷﺮﻳﻔﺎ ﺧﻄﻴﺮﺍ)ﻣﻬﻤﺎ ( ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺤﻴﻠﺔ؟ ﻗﺎﻟﺖ : ﻋﻨﺪﻱ ﺷﻲﺀ
ﻣﻦ ﻃﺤﻴﻦ ﻛﻨﺖ ﺍﺩﺧﺮﺗﻪ، ﻓﺎﺫﺑﺢ ﺍﻟﺸﺎﺓ ﻷﺗﺨﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺤﻴﻦ
ﻣﻠﺔ، ﻗﺎﻝ : ﻓﺄﺧﺮﺟﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﻓﺨﺒﺰﺕ ﻣﻨﻪ ﻣﻠﺔ
ﻭﻗﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﺋﻲ ﺇﻟﻰ ﺷﺎﺗﻪ ﻓﺎﺣﺘﻠﺒﻬﺎ ﺛﻢ ﺫﺑﺤﻬﺎ ﻓﺎﺗﺨﺬ ﻣﻦ
ﻟﺤﻤﻬﺎ ﻣﺮﻗﺔ ﻣﻀﻴﺮﺓ ﻭﺃﻃﻌﻤﻪ ﻣﻦ ﻟﺤﻤﻬﺎ ﻭﺳﻘﺎﻩ ﻣﻦ ﻟﺒﻨﻬﺎ
ﻭﺍﺣﺘﺎﻝ ﻟﻪ ﺷﺮﺍﺑﺎ ﻓﺴﻘﺎﻩ ﻭ ﺟﻌﻞ ﻳﺤﺪﺛﻪ ﺑﻘﻴﺔ ﻟﻴﻠﺘﻪ )ﺃﻱ
ﻳﺆﻧﺲ ﺿﻴﻔﻪ ﻭﻳﻜﺮﻣﻪ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﺇﻟﻴﻪ ( ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ
ﻟﺒﺲ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﻭ ﺭﻛﺐ ﻓﺮﺳﻪ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : ﻳﺎ ﺃﺧﺎ ﻃﻲﺀ،
ﺍﻃﻠﺐ ﺛﻮﺍﺑﻚ، ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ، ﻗﺎﻝ : ﺃﻓﻌﻞ، ﺇﻥ ﺷﺎﺀ
ﺍﻟﻠﻪ. ﺛﻢ ﻟﺤﻖ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﻓﻤﻀﻰ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺤﻴﺮﺓ ﻭﻣﻜﺚ ﺍﻟﻄﺎﺋﻲ
ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺯﻣﺎﻧﺎ ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺎﺑﺘﻪ ﻧﻜﺒﺔ ﻭﺟﻬﺪ ﻭﺳﺎﺀﺕ ﺣﺎﻟﻪ،
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ : ﻟﻮ ﺃﺗﻴﺖ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻷﺣﺴﻦ ﺇﻟﻴﻚ، ﻓﺄﻗﺒﻞ
ﺣﺘﻰ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﺮﺓ ﻓﻮﺍﻓﻖ ﻳﻮﻡ ﺑﺆﺱ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ )ﻭﻫﻮ
ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﻳﻘﺘﻞ ﻓﻴﻪ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﺮﺍﻩ ( ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ
ﻭﺍﻗﻒ ﻓﻲ ﺧﻴﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻓﻠﻤﺎ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﻋﺮﻓﻪ
ﻭﺳﺎﺀﻩ ﻣﻜﺎﻧﻪ، ﻓﻮﻗﻒ ﺍﻟﻄﺎﺋﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻭﻝ ﺑﻪ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ
ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﺃﻧﺖ ﺍﻟﻄﺎﺋﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻭﻝ ﺑﻪ؟ ﻗﺎﻝ :
ﻧﻌﻢ، ﻗﺎﻝ : ﺃﻓﻼ ﺟﺌﺖ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ؟ ﻗﺎﻝ : ﺃﺑﻴﺖ
ﺍﻟﻠﻌﻦ ]١ [ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻤﻲ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ؟ ﻗﺎﻝ : ﻭﺍﻟﻠﻪ
ﻟﻮ ﺳﻨﺢ ﻟﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻗﺎﺑﻮﺱ ﺍﺑﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﺑﺪﺍ ﻣﻦ
ﻗﺘﻠﻪ، ﻓﺎﻃﻠﺐ ﺣﺎﺟﺘﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺳﻞ ﻣﺎ ﺑﺪﺍ ﻟﻚ، ﻓﺈﻧﻚ
ﻣﻘﺘﻮﻝ. ﻗﺎﻝ : ﺃﺑﻴﺖ ﺍﻟﻠﻌﻦ ﻭﻣﺎ ﺃﺻﻨﻊ ﺑﺎﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻌﺪ ﻧﻔﺴﻲ
. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ : ﺇﻧﻪ ﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻗﺎﻝ : ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ
ﻻ ﺑﺪ ﻓﺄﺟﻠﻨﻲ ﺣﺘﻰ ﺃﻟﻢ ﺑﺄﻫﻠﻲ ﻓﺄﻭﺻﻲ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﺃﻫﻴﺊ
ﺣﺎﻟﻬﻢ ﺛﻢ ﺃﻧﺼﺮﻑ ﺇﻟﻴﻚ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ : ﻓﺄﻗﻢ ﻟﻲ ﻛﻔﻴﻼ
ﺑﻤﻮﺍﻓﺎﺗﻚ، ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ ﺍﻟﻄﺎﺋﻲ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﻳﻚ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ
ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺷﻴﺒﺎﻥ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻜﻨﻰ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﺤﻮﻓﺰﺍﻥ ﻭﻛﺎﻥ ﺻﺎﺣﺐ
ﺍﻟﺮﺩﺍﻓﺔ ﻭﻫﻮ ﻭﺍﻗﻒ ﺑﺠﻨﺐ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ :
ﻳﺎ ﺷﺮﻳﻜﺎ ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ... ﻫﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻣﺤﺎﻟﺔ
ﻳﺎ ﺃﺧﺎ ﻛﻞ ﻣﻀﺎﻑ ... ﻳﺎ ﺃﺧﺎ ﻣﻦ ﻻ ﺃﺧﺎ ﻟﻪ
ﻳﺎ ﺃﺧﺎ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﻓﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺿﻴﻔﺎ ﻗﺪ ﺃﺗﻰ ﻟﻪ
ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻋﺎﻟﺞ ﻛﺮﺏ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻻ ﻳﻨﻌﻢ ﺑﺎﻟﻪ
ﻓﺄﺑﻰ ﺷﺮﻳﻚ ﺃﻥ ﻳﺘﻜﻔﻞ ﺑﻪ، ﻓﻮﺛﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﻛﻠﺐ
ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻗﺮﺍﺩ ﺑﻦ ﺃﺟﺪﻉ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻠﻨﻌﻤﺎﻥ : ﺃﺑﻴﺖ ﺍﻟﻠﻌﻦ
ﻫﻮ ﻋﻠﻲ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ : ﺃﻓﻌﻠﺖ؟ ﻗﺎﻝ : ﻧﻌﻢ، ﻓﻀﻤﻨﻪ
ﺇﻳﺎﻩ ﺛﻢ ﺃﻣﺮ ﻟﻠﻄﺎﺋﻲ ﺑﺨﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﻧﺎﻗﺔ، ﻓﻤﻀﻰ ﺍﻟﻄﺎﺋﻲ ﺇﻟﻰ
ﺃﻫﻠﻪ ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻷﺟﻞ ﺣﻮﻻ ﻣﻦ ﻳﻮﻣﻪ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﻗﺎﺑﻞ، ﻓﻠﻤﺎ ﺣﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﻮﻝ ﻭﺑﻘﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﻞ
ﻳﻮﻡ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﻟﻘﺮﺍﺩ : ﻣﺎ ﺃﺭﺍﻙ ﺇﻻ ﻫﺎﻟﻜﺎ ﻏﺪﺍ ﻓﻘﺎﻝ
ﻗﺮﺍﺩ :
ﻓﺈﻥ ﻳﻚ ﺻﺪﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻟﻰ ... ﻓﺈﻥ ﻏﺪﺍ ﻟﻨﺎﻇﺮﻩ
ﻗﺮﻳﺐ
ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺭﻛﺐ ﻓﻲ ﺧﻴﻠﻪ ﻭﺭﺟﻠﻪ ﻣﺘﺴﻠﺤﺎ ﻛﻤﺎ
ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﺣﺘﻰ ﺃﺗﻰ ﺍﻟﻐﺮﻳﻴﻦ ﻓﻮﻗﻒ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﺃﺧﺮﺝ ﻣﻌﻪ
ﻗﺮﺍﺩﺍ ﻭﺃﻣﺮ ﺑﻘﺘﻠﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻭﺯﺭﺍﺅﻩ : ﻟﻴﺲ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﻘﺘﻠﻪ
ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﻮﻓﻲ ﻳﻮﻣﻪ ﻓﺘﺮﻛﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﻳﺸﺘﻬﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻞ
ﻗﺮﺍﺩﺍ ﻟﻴﻔﻠﺖ ﺍﻟﻄﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺘﻞ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﺩﺕ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﺠﺐ
ﻭﻗﺮﺍﺩ ﻗﺎﺋﻢ ﻣﺠﺮﺩ ﻓﻲ ﺇﺯﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻄﻊ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﻑ ﺇﻟﻰ
ﺟﻨﺒﻪ ﺃﻗﺒﻠﺖ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ :
ﺃﻳﺎ ﻋﻴﻦ ﺍﺑﻜﻰ ﻟﻲ ﻗﺮﺍﺩ ﺑﻦ ﺃﺟﺪﻋﺎ ... ﺭﻫﻴﻨﺎ ﻟﻘﺘﻞ ﻻ
ﺭﻫﻴﻨﺎ ﻣﻮﺩﻋﺎ
ﺃﺗﺘﻪ ﺍﻟﻤﻨﺎﻳﺎ ﺑﻐﺘﺔ ﺩﻭﻥ ﻗﻮﻣﻪ ... ﻓﺄﻣﺴﻰ ﺃﺳﻴﺮﺍ ﺣﺎﺿﺮ
ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺃﺿﺮﻋﺎ
ﻓﺒﻴﻨﺎ ﻫﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫ ﺭﻓﻊ ﻟﻬﻢ ﺷﺨﺺ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮ
ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺑﻘﺘﻞ ﻗﺮﺍﺩ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ : ﻟﻴﺲ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﻘﺘﻠﻪ ﺣﺘﻰ
ﻳﺄﺗﻴﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻓﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻓﻜﻒ ﺣﺘﻰ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺇﻟﻴﻬﻢ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻄﺎﺋﻲ، ﻓﻠﻤﺎ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺷﻖ
ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺠﻴﺌﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻣﺎ ﺣﻤﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺑﻌﺪ
ﺇﻓﻼﺗﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺘﻞ؟ ﻗﺎﻝ : ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ، ﻗﺎﻝ : ﻭﻣﺎ ﺩﻋﺎﻙ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ؟ ﻗﺎﻝ : ﺩﻳﻨﻲ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ : ﻓﺎﻋﺮﺿﻬﺎ ﻋﻠﻲ
)ﺃﻱ ﺃﻋﺮﺽ ﺩﻳﺎﻧﺘﻚ ﻋﻠﻲ ( ﻓﻌﺮﺿﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺘﻨﺼﺮ
ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﻴﺮﺓ ﺃﺟﻤﻌﻮﻥ ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻦ
ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﻓﺘﺮﻙ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺃﺑﻄﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻨﺔ
ﻭﺃﻣﺮ ﺑﻬﺪﻡ ﺍﻟﻐﺮﻳﻴﻦ ﻭﻋﻔﺎ ﻋﻦ ﻗﺮﺍﺩ ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﻲ ﻭﻗﺎﻝ :
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺃﺩﺭﻱ ﺃﻳﻬﻤﺎ ﺃﻭﻓﻰ ﻭﺃﻛﺮﻡ ﺃﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺠﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻓﻌﺎﺩ ﺃﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺿﻤﻨﻪ؟ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺃﻛﻮﻥ ﺃﻷﻡ
ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻓﺄﻧﺸﺪ ﺍﻟﻄﺎﺋﻲ ﻳﻘﻮﻝ :
ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺧﻠﻒ ﻇﻨﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺬﻱ ... ﺃﺳﺪﻯ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ
ﺍﻟﻔﻌﺎﻝ ﺍﻟﺨﺎﻟﻲ
ﻭﻟﻘﺪ ﺩﻋﺘﻨﻲ ﻟﻠﺨﻼﻑ ﺿﻼﻟﺘﻲ ... ﻓﺄﺑﻴﺖ ﻏﻴﺮ ﺗﻤﺠﺪﻱ
ﻭﻓﻌﺎﻟﻲ
ﺇﻧﻲ ﺍﻣﺮﺅ ﻣﻨﻲ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺳﺠﻴﺔ ... ﻭﺟﺰﺍﺀ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﺭﻡ
ﺑﺬﺍﻝ
ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎ ﻳﻤﺪﺡ ﻗﺮﺍﺩﺍ :
ﺃﻻ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺴﻤﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﺪ ﻭﺍﻟﻌﻼ ... ﻣﺨﺎﺭﻳﻖ ﺃﻣﺜﺎﻝ
ﺍﻟﻘﺮﺍﺩ ﺑﻦ ﺃﺟﺪﻋﺎ
ﻣﺨﺎﺭﻳﻖ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺍﺩ ﻭﺃﻫﻠﻪ ... ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺍﻷﺧﻴﺎﺭ ﻣﻦ
ﺭﻫﻂ ﺗﺒﻌﺎ
- ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ "ﻣﺠﻤﻊ ﺍﻷﻣﺜﺎﻝ" ﻷﺑﻲ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ