السفر عبر الازمنة
@ الحريق أو }مكب النفايات {
@ حفرة المواد أو }مكب النفايات البشرية او الفضلات {
اهتم انسان ام روابه منذ زمن بعيد باصحاح البيئة و نظافة المدينة ذات الشوارع المستقيمة الواسعة المخضرة الجوانب باشجار النيم التي جلبها الانجليز من الهند. تجمع النفايات بشقيها الفضلات البشرية بواسطة عمال الليل وكانت لنا معهم مواقف لا تنسي وقد فعلوا برفق الطفولة صلاح داؤود ما لم يفعله عنتر في الخمر هههه كانوا يعملوا بعد صلاة المغرب بكل مسؤلية و نكران ذات.
تجمع الاوساخ و النفايات بواسطة عمال الكنس في الكوش مفردها كوشة او سلة ومن اشهر الكوش في تلك الايام كوشة القاضي التي كانت ماوى للحمير الضالة و الاغنام بما تحتويه من نفايات المريسة و العرقي حيث يوجد بها البلح المبلول و المشك بضم الميم و الشين الذي يعتبر من اجود انواع العلف للحيوان.
من مفارقات الزمان هناك وجدت اول مجلة في حياتي مجلة الصبيان و تعرفت ع عمك تنقو من يومها بدأ حبي للقراءه و الاطلاع.
هناك كوشة البلك و كوشة مدرسة الف الابتدلئية للبنات حيث مربط عمال الليل ههههههه. كوشة مكة حيث فارغ الشري ابو تراكتور و البيرة ام جمل وصناديق السجاير الفرغة و القبورة ههههه. والناس تغني في فرح طفولي يا باكو السجاير يا الفي الحفلة داير احب ابو خنفس و ان شاء الله ابو صلعة طايرة هههههه.
ترحل النفايات بواسطة التراكتورات التي كان لها دور عظيم في حياة المواطن فتذهب الاوساخ الي الحريق شمال مربع 5 لحرقها. و الفضلات البشرية تكب في حفر خاصة تحفر بواسطة التراكتور في الخلاء و تغسل الجرادل في حفرة المواد التي كانت بستان جميل يحتوي ع اشجار الجوافة و القشطة و النيم و معشوق اهل ام روابة شجر الليمون فالكل يردد مع محمد سلام
اتعزز الليمون
علشان بالغنا في ريدو
اشكيهو للقمرا
لانها من اجاويدو
فلا يوجد منزل بام روابه في تلك الايام الا وبه شجرة ليمون.
من اشهر سائقي التراكتورات في تلك الايام العم عبدالله موسي و الد رفيقنا موسي عبدالله موسي و ايضا كان السائق العم خليفة ادريس والد زميلي بالمرحلة الابتدائية صابر. و كان العم حسن سكوتة يقود القلاب.
. كنا نحدد يوما من ايام الايجازة للذهاب للحريق لجلب السلوك و الصفيح و البال لاعادة تدويرها بصناعة المباخر و الكوانين و العربات لبيعها في سوق سويقو او سوق الروب لكن كان الذهاب الي الحريق محاط بالمخاطر فكان لابد ان تعبر بمربع 5 و ما ادراك ما بربع 5 ؟ فكان عصي ع اطفال مثلنا الوصول اليه و لكن العزيمة و روح المغامرة تبدل خوفنا الي قوي. هل تدرون لماذا ؟ خير لكم ان لا تدروا. .
يومها كنت امام بقالة بحي الشهداء بام درمان سمعت بنت تصيح لعمل النظافة باعلي صوتها يا بتاع الوساخة يا بتاع الوساخة بكل هدؤ تقدم نحوها ثم قال لها انت بتاعة الوساخة اما انا بتاع النظافة كيفني شديد.
التحية لعمال النظافة في بلاد السودان.
مع تحياتي
