ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ
ﻣﻦ ﻧﺤﻦ ؟ﻫﻞ ﻧﺤﻦ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﻮﻥ؟ ﻛﻴﻒ ﺗﻢ ﺗﻜﻮﻳﻨﻨﺎ ؟ﻫﻞ
ﻧﺤﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺳﻜﺎﻥ ﺗﻘﻄﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻗﻌﺔ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪﺓ
ﻣﻦ ﻣﺪﺍﺭ ﺍﻟﺴﺮﻃﺎﻥ ﺷﻤﺎﻻ ﺣﺘﻰ ﻣﺸﺎﺭﻑ ﺧﻂ ﺍﻻﺳﺘﻮﺍﺀ
ﺟﻨﻮﺑﺎ؟ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ؟ﺍﻟﻤﺠﻤﻮ ﻋﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ
ﻫﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺗﻘﻄﻦ ﻓﻲ ﺭﻗﻌﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ
ﺍﻻﺭﺽ .ﺟﺰﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺴﺘﻘﺮ ﻭﺍﻻﺧﺮ ﻣﺘﻨﻘﻞ .ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ
ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻛﻠﻲ ﻭﻻ ﺗﺮﺣﺎﻝ ﺩﺍﺋﻢ.ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻬﺎ ﻫﻮﻳﺔ ﻣﻮﺣﺪﺓ
ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺗﺮﺍﺙ ﻭﻻ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﻭﻻ ﻫﺪﻑ ﻣﻮﺣﺪ
.ﺍﻡ ﻧﺤﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﺳﺘﻴﻄﺎﻧﻴﺔ ؟ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺳﻤﺎﺗﻬﺎ ﺍﻭﻣﻦ
ﺷﺮﻭﻃﻬﺎ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻧﺎﺯﺣﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﺧﺮﻯ ﻻﺳﺒﺎﺏ
ﺍﻣﻨﻴﺔ ﺍﻭﻇﺮﻭﻑ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ .ﺍﻭ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ.ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ
ﻭﺍﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﺍﻟﺼﻔﻮﻱ ﻭﻟﻬﺎ ﺍﺣﺴﺎﺱ ﺩﺍﺋﻢ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻭ
ﺍﻟﺤﻠﻢ ﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻱ ﻭﻗﺖ ﻣﺘﻰ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺍﻻﺳﺒﺎﺏ .ﻋﺪﻡ
ﻣﻠﻜﻴﺔ ﺍﻻﺭﺽ .ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ.
ﺍﻡ ﻧﺤﻦ ﻣﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻋﺎﺩﻳﻴﻦ ﺍﺳﺘﻘﺮﻳﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻗﻌﺔ ﻣﻦ
ﺍﻻﺭﺽ ؟ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﻟﻬﺎ ﺷﺮﻭﻃﻬﺎ .
ﺗﻮﻓﺮ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻻﻳﺘﺎﺗﻰ ﺍﻻ ﺑﺘﻮﻓﺮ ﺍﻻﻣﻦ
.ﻛﻤﺎ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ
.ﻭﺍﻻﻫﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺗﻮﻓﺮ ﺍﻻﺭﺽ ﺍﻟﺨﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ .ﺛﻢ
ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ .ﻫﺬﻩ ﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ.ﻣﻊ
ﺗﻮﻓﺮﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺪﺍﺭ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .
ﺍﻡ ﻧﺤﻦ ﺍﻣﺔ ﻭﻟﻜﻲ ﻧﻜﻮﻥ ﺍﻣﺔ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻮﻓﺮ ﺷﺮﻭﻁ
ﺍﻻﻣﺔ ﻭﻫﻲ :ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ..ﻭﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ..ﻭﻭﺣﺪﺓ
ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔﻭﻭﺣﺪﺓ ..ﻭﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻦ..ﻭﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻬﺪﻑ
ﻭﺍﻟﻤﺼﻴﺮ..ﻭﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ .ﺛﻢ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺭﺽ .
ﺍﻡ ﻧﺤﻦ ﺷﻌﺐ ؟ﻭﻟﻠﺸﻌﺐ ﺷﺮﻭﻁ ﺗﻜﻮﻳﻨﻴﺔ ﻭﻫﻲ:ﻭﺣﺪﺓ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ..ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻭ ﺍﻧﺴﺠﺎﻡ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ...ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ
...ﻭﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻤﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻱ ..ﻭﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ
ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ...ﻭﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ..ﻭﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻬﺪﻑ
ﻭﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ..ﻭﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻦ ..ﻭﺗﻮﻓﺮ ﺍﻻﻣﻦ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ
ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ..ﻭﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﻮﻋﻲ
ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﻭﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻌﺼﺮ.
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺨﻤﺲ ﻭﺷﺮﻭﻃﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻱ ﻣﻨﻬﺎ
ﻧﻨﺘﻤﻲ؟.ﻓﻠﻜﻲ ﻧﻜﻮﻥ ﺷﻌﺐ ﻭﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﻻ ﺗﺘﺎﺗﻲ ﺍﻻ ﺑﺎﻟﺸﻌﺐ
.ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﻧﻨﺼﻬﺮ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺣﺘﻰ ﺗﺰﻭﻝ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﺫﻭﻣﻼﻣﺢ ﻣﻮﺣﺪﺓ ﻋﻠﻰ
ﺍﻗﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ .ﺍﻥ ﻧﺘﺨﻠﻰ
ﻋﻦ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻻﺧﺮﻯ :ﺍﻻﻣﺔ
ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ.ﻭﺍﻻﺱ ﺗﻴﻄﺎﻥ ..ﻭﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ
..ﻭﻧﻜﻤﻞ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﺸﻌﺐ .ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻨﺎ ﻫﻮﻳﺔ .
ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﻻﺗﺼﻨﻊ ﺑﺎﻟﻤﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﻭﻻ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻻ
ﺑﺎﻻﺗﻔﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺛﻘﺔ ...ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ
ﺩﻭﻥ ﻭﻋﻲ ﻣﻦ ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻟﻤﺪﺭﻭﺳﺔ ﺑﻞ ﻳﻄﻠﻖ
ﺍﻟﻌﻨﺎﻥ ﻟﻔﻄﺮﻳﺔ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻟﻴﻤﺘﺰﺝ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺩﻭﻥ
ﻗﻴﻮﺩ ﺍﻭ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﻭﺗﻮﺟﻴﺔ .ﻓﻘﻂ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﺍﻻﻣﻦ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ
ﻭﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﻭﻟﻜﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻮﻓﺮ
ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ
ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ)2 (
ﻣﺎﻫﻲ ﺍﻟﻬﻮﻳـﺔ؟ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﻣﺸﺘﻘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ)ﻫﻮ (.ﻓﻜﻴﻒ
ﻳﺘﺜﻨﻰ ﻟﻨﺎ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻫﻮﻳﺔ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ؟ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﻟﻠﻤﻘﻮﻣﺎﺕ
ﺍﻻﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻨﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ .ﻭ
ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ
ﻭﺍﻻﺭﺽ)ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻟﻼﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ
ﻭﻟﻼﻗﺎﻣﺔ ( ﺛﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﻮﻋﻲ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻻﻣﻦ
ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ. ﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﻮﻣﺎﺕ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ؟
ﻧﻌﻢ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻭﻟﻜﻦ :ﺍﻻﻋﺮﺍﻕ ﻛﺜﻴﺮﺓ
ﻭﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ.ﺍﻟﻘﺒﺎﺉ ﻝ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﻣﺒﻌﺜﺮﺓ.ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﺎﻋﻠﺔ
ﻭﻣﻨﺪﺛﺮﺓ ﻭﻣﻌﻄﻠﺔ.ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻭﺍﻓﺮ ﻭﻣﺘﻨﻮﻉ ﺗﻨﻮﻉ
ﺍﻻﻋﺮﺍﻕ ﻭﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ.ﺍﻟﺤﻀﺎﺭ ﺓ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺣﻀﺎﺭﺓ
ﻗﻮﻣﻴﺔ ﻣﺤﺼﻮﺭﺓ.ﺍﻻﺭﺽ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﻼﻗﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﻌﻴﺶ
ﺑﺘﻌﺪﺩ ﻫﺎ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ﻣﻨﺎﺧﺎ ﻭﻣﻮﻗﻌﺎ .ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻻﻳﻮﺟﺪ ﺍﻻ
ﺑﺎﻟﻨﺬﺭ ﺍﻟﻴﺴﻴﺮ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻳﻜﺎﺩ ﻻﻳﺘﻌﺪﻯ . %15ﺍﻟﺼﺤﺔ
ﻻﺗﺘﻌﺪﻯ %10 ﻭﺍﻻﻣﻦ ﻻﻳﺘﻌﺪﻯ% 25 ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻻﻳﺘﻌﺪﻯ
. %35ﺍﺫﺍ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ .ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺤﺘﺎﺝ
ﻟﻼﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﻟﻠﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﻨﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﻮﻋﻲ
ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ .ﻓﺎﻻﻣﻦ ﺍﺳﺎﺱ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ .ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﺳﺎﺳﻪ
ﺍﻟﺼﺨﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ .ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻟﻠﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﻮﻋﻲ
ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﻟﻼﻣﻨﻮ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﺳﺎﺱ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ
.ﻓﺎﺫﺍ ﺍﺭﺩﻧﺎ ﺍﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻫﻮﻳﺔ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺎﺕ
ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻛﻤﺎ ﺍﺳﻠﻔﺖ ﻻﺗﻜﻮﻥ
ﺑﻘﺮﺍﺭ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺍﻭ ﺳﻴﺎﺩﻱ ﺍﻭ ﻗﺒﻠﻲ.ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻧﻔﺴﻬﺎ
ﺍﺫﺍ ﺗﻮﻓﺮﺕ ﻣﻌﻄﻴﺎﺗﻬﺎ .ﻫﻨﺎﻙ ﺟﺎﻧﺐ ﺭﺳﻤﻲ ﻭﻣﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ
ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﺎﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﺻﺤﺔ ﻭﺗﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻣﻦ ﻭﻏﻴﺮﻩ
.ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﻮﻋﻲ .ﻭﺑﺎﻟﻮﻋﻲ ﻳﺴﺘﻘﺮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﻭﻳﺘﻄﻮﺭ ﻭﺑﺎﻟﻮﻋﻲ ﺗﺰﻭﻝ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﻗﻴﺔ .ﻭﻋﻘﺪﺓ ﺍﻟﻠﻮﻥ
ﻭﺗﺒﺎﻳﻦ ﺍﻻﻳﺪﻭﻟﻮﺟﻴﺎﺕ .ﻓﺎﺫﺍ ﺗﻮﻓﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﺳﻮﻑ
ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻣﻦ ﻣﺠﺮﺩ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺳﻜﺎﻧﻴﺔ
ﺍﻭ ﻣﻮﺍﻃﻨﻮﻥ ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻧﺴﺒﻲ ﺍﻟﻰ
ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﺗﻨﻀﻮﻱ ﺗﺤﺖ ﺭﺑﺎﻁ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ
ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻰ ﻗﻮﻣﻴﺔ ﻣﻮﺣﺪﺓ ﻭﺗﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻰ
ﺍﻣﺔ ﻭﺍﻻﻣﺔ ﺍﻟﻰ ﻣﺸﺎﺭﻑ ﺍﻟﻜﺘﻞ ﺍﻟﻤﻬﻴﺄﺓ ﻷﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺷﻌﺒﺎ
.ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻘﺪﺭﺓ ﻟﺼﻨﻊ ﺣﻀﺎﺭﺓ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻻﺑﺪ ﻟﻪ ﻣﻦ
ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻭﻭﻋﻲ ﻭﺻﺤﺔ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﻟﻴﺒﻨﻲ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﻭﺗﺎﺭﻳﺦ
ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﺘﻮﺣﺪ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻭﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﺫﻭ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ
ﻣﻮﺣﺪﻩ ﻭﺍﻳﺪﻭﻟﻮﺟﻴﺎﺕ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﻮﺣﺪﺓ .ﻭﻟﻬﺠﺎﺕ
ﻭﻟﻐﺎﺕ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺘﻮﺣﺪ ﻓﻲ ﻟﻐﺔ ﻣﺨﺎﻃﺒﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ
ﻳﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ .ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺒﺔ ﻭﻏﻴﺮﻩ
ﻣﻦ ﺍﻏﺮﺍﺽ ﺍﻟﻠﻐﺔ .ﺛﻢ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺴﺤﻨﺎﺕ ﻓﻲ ﺳﺤﻨﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ
ﺗﺬﻭﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﺍﻻﻟﻮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺴﺤﻨﺎﺕ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻣﻤﻴﺰﺓ ﻟﻬﺬﺍ
ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺑﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻭﻝ ﻭﻫﻠﺔ ﺗﺮﺍﻩ ﺗﺘﺒﻴﻦ ﺍﻧﻪ
ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ . ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺤﻨﺎﺕ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺗﻮﺣﻴﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻧﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻟﻨﺎ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ
ﺑﺎﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ
ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ )3 (
ﻛﻴﻒ ﻳﺘﺜﻨﻰ ﻷﻱ ﺷﻌﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻮﻳﺘﻪ.؟
ﻻﺑﺪ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﻣﻦ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻮﻳﺘﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺔ
ﺩﻭﻥ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻱ ﻋﺎﻣﻞ ﺧﺎﺭﺟﻲ، ﻭﻻ ﺗﺪﺧﻞ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ .ﻓﺎﺫﺍ ﺍﺣﺲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺩﺍﺧﻞ
ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻭ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﻨﻜﻤﺶ ﻭﻳﺮﻓﺾ ﺫﻟﻚ ﺑﻞ ﻳﺘﻤﺮﺩ
.ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻥ ﺗﻮﻓﺮ ﻟﻪ
ﺍﺳﺒﺎﺏ ﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻟﻠﺘﻜﻮﻳﻦ ﻭﻫﻲ ﺍﻻﻣﻦ
ﻭﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ .
ﺍﺫﻥ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺍﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻲ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻞ
ﻟﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩﺓ ؟ ﺍﻟﻤﺰﺡ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻱ ﺍﻟﻤﺘﺨﻄﻲ ﺑﻞ ﻣﺰﻳﻞ
ﻟﻠﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﻭﺍﻻﺛﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮﻕ
ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ .ﻧﺤﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺳﻜﺎﻧﻴﺔ
ﺗﻨﺘﻤﻲ ﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺷﺘﻰ ﻭﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﻭﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻬﺎ
ﺍﻟﺤﺪﺓ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﻟﻠﻐﻴﺮ ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﻘﺼﻮﻱ ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺨﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﻛﻴﺎﻥ ﻛﻞ ﻗﺒﻴﻠﺔ
.ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﺼﻔﻮﻳﺔ ﺍﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺍﺻﻞ ﺍﻟﻌﺮﻕ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ .ﺍﻟﺘﻲ ﻻﺗﺮﺿﻲ ﺑﺎﻟﻐﻴﺮ ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻋﺮﺑﻲ
ﻣﺨﻠﻮﻁ ﺑﺰﻧﺠﻲ ﻭﺍﺣﻴﺎﻧﺎ ﺗﻘﺒﻞ ﺑﻪ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ
ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻﻳﻤﻜﻦ ﺗﺠﺎﻭﺯﻫﺎ .ﺍﺫﺍ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ
.,ﻛﻴﻒ ﻧﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﻗﻨﺎﺓ ﻭﺳﻄﻰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﻭﺑﺔ
ﻭﺍﻟﺰﻧﻮﺟﺔ .ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺷﻴﺎﺀ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻓﺎﺭﺿﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .ﻭﻫﻲ ﻛﻤﺎ ﺍﺳﻤﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻫﻲ:
ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻻﺧﻼﻕ ﻭﺍﻟﻮﻋﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﻘﺒﻠﻲ.
ﻣﺜﺎﻝ:ﺍﺫﺍ ﻃﻠﺐ ﺍﺣﺪ ﺍﻓﺮﺍﺩ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺯﻧﺠﻴﺔ ﻣﺜﻼ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ
ﻓﺘﺎﺓ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺳﻮﻑ ﻳﺮﻓﺾ ﺭﻓﻀﺎ ﺑﺎﺗﺎ ﻣﺠﺮﺣﺎ
ﻟﻜﺮﺍﻣﺘﻪ .ﻭﻟﻜﻦ ﺍﺫﺍ ﺫﻫﺐ ﻻﺳﺮﺓ ﺍﺧﺮﻯ ﻣﻤﺰﻭﺟﺔ ﺯﻧﺞ
ﺑﻌﺮﺏ ﺳﻮﻑ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﻭﻓﻖ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﺎﻝ
ﻭﺍﻻﺧﻼﻕ ﻭﺍﻟﻮﻋﻲ .ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺗﻐﻄﻲ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻮﻥ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻻﻧﺠﺎﺏ ﻓﺎﻟﻴﻜﻦ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ ﻭﻟﺪ ﻣﺜﻼ
ﻭﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻨﻬﺎ
ﺗﺰﻭﺟﺖ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﻬﺎ ﻭﺍﻧﺠﺒﺖ ﺑﻨﺖ ﻭﺗﻼﻗﻰ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻓﺎﻻﻭﻝ ﺧﻔﺖ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺰﻧﻮﺟﺔ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﻠﺐ ﺍﻛﺘﺴﺐ
ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺍﻻﺳﻤﺮ ﻭﺗﻌﻠﻢ ﻭﺍﻣﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺗﻤﺜﻞ ﺍﻻﺧﻼﻕ
ﺍﻟﺤﻤﻴﺪﺓ ﻭﺗﻘﺪﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻧﺎﺗﺞ ﺍﻟﺘﻼﻗﺢ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .ﺳﻮﻑ ﺗﺘﻢ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﻟﺘﻮﻓﺮ ﻋﻨﺼﺮ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ
ﻭﺍﻻﺧﻼﻕ ﻭﺳﻮﻑ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺎﺗﺞ ﺟﺪﻳﺪ ﺫﻭ ﺳﻤﺎﺕ
ﻣﻤﺰﻭﺟﺔ ﻋﺮﺑﻲ ﺯﻧﺠﻲ ﺍﻭ ﺯﻧﺠﻲ ﻋﺮﺑﻲ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﻘﺒﻮﻻ
ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺸﻘﻴﻪ. ﻓﺎﺫﺍ ﺍﻧﺠﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﻭﻟﺪﺍ
ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﻳﺘﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺕ ﺍﺧﻮﺍﻟﻪ ﻭﻋﻨﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
)ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺧﺎﻝ ( ﺍﻱ ﻳﺸﺒﻪ ﺧﺎﻟﻪ . ﻭﺳﻮﻑ ﻳﻘﺒﻞ ﺩﻭﻥ ﻗﻴﺪ
ﺍﻭ ﺷﺮﻁ .ﺍﻣﺎ ﺍﺫﺍ ﺍﻧﺠﺒﺖ ﺑﻨﺖ ﻓﻴﺘﺰﻭﺟﻬﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﻬﺎ ﻓﻠﻦ
ﺗﺮﻓﻀﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﺘﺒﺮﻫﺎ ﺍﻏﻼ ﻫﺪﻳﺔ ﻟﻪ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﺴﻴﺮ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻘﺎﻋﺪ ,ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻳﺘﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﺧﻮﻟﻪ ﻭﺍﻟﺒﻨﺖ ﺗﺘﺰﻭﺝ ﻣﻦ
ﺍﻋﻤﺎﻣﻬﺎ . ﻭﺑﻌﺪ ﺛﻼﺙ ﺍﺟﻴﺎﻝ ﺳﻮﻑ ﻧﺠﺪ ﺍﻟﺴﻤﺮﺓ ﻫﻲ
ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﺔ ﻭﺍﻟﺰﻧﻮﺟﺔ ﺗﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻧﺤﺴﺎﺭ ﻭﺗﺴﻮﺩ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﺔ
ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ .ﻭﺗﺘﻮﺣﺪ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﻣﺰﻳﺞ ﺭﺍﺋﻊ
ﻟﻪ ﻣﻤﻴﺰﺍﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﻣﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺍﻻﻡ ﺑﻞ
ﻳﻄﻮﺭﻫﺎ .ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻻ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻱ ﺟﻬﺔ ﺭﺳﻤﻴﺔ
ﻛﺎﻧﺖ . ﻫﺬﺍ ﻓﻌﻞ ﺩﻳﻨﻤﻴﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻳﺬﻫﺐ ﻟﻠﺠﻨﻮﺏ
ﻻﺑﺎﺩﺓ ﺍﻻﻧﺎﻧﻴﺎ ﺑﺎﻟﺒﻨﺪﻗﻴﺔ ﻟﻮ ﺗﺰﻭﺝ ﺍﻱ ﺟﻨﺪﻱ ﺟﻨﻮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻧﺠﺐ
ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻭﻻﺩ ﻭﺍﺗﻰ ﺑﻬﺎ ﻟﻠﺸﻤﺎﻝ ﻟﺼﺎﺭﺕ ﺛﻼﺙ ﺍﺭﺑﺎﻉ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﻣﻠﻮﻧﻴﻦ ﻭﻣﻘﺒﻮﻟﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ
ﺑﻞ ﻳﻌﺘﻨﻘﻮﻥ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺭﻏﻢ ﻗﻠﺘﻬﺎ ﺍﻻ ﺍﻧﻬﺎ ﻧﺎﺟﺤﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻴﻞ
ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﻮﺃ ﺍﻟﻔﺮﻭﺽ ﻟﻦ ﻳﺘﻤﺮﺩ ﺑﻞ ﻳﻜﻮﻥ
ﻣﺤﺎﻳﺪﺍ.ﻭﺗﺘﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻬﺠﻴﻦ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﺰﻧﺠﻲ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ
ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﻗﻴﺪ ﺍﻭ ﺷﺮﻭﻁ .ﻭﺍﻻﻣﺮ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ
ﺍﻥ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻮﻥ ﻻﻳﺮﻓﻀﻮﻥ ﺯﻭﺍﺝ ﺑﻨﺎﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﻴﻦ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺍﻥ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﻴﻦ ﻳﺮﻓﻀﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﻘﺒﻠﻮﻥ
ﺍﻟﻬﺠﻴﻦ. ﻻﻧﻪ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻨﺼﺮﺍ ﻭﺍﺑﻦ ﺍﺑﻨﻬﻢ .ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻰ
ﻣﻄﻠﻖ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ ﺻﺤﻴﺢ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺸﺎﺯ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺔ
ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺗﺤﻞ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺷﻜﺎﻝ .ﻓﺎﺫﺍ ﻧﺠﺤﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺰﺝ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﻳﻦ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺳﻮﻑ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻨﺎ
ﻫﻮﻳﺔ ﻣﻤﻴﺰﺓ ﻟﻬﺎ ﺍﺻﻮﻝ ﺑﻞ ﺳﻮﻑ ﺗﺰﻭﻝ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺒﻄﻦ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ . ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ
ﻣﻼﻙ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﻣﺘﻤﺮﺩ ﺭﺍﻓﺾ ﻟﻜﻞ ﺷﻴﺊ ﻭﻃﻨﻲ
. ﻭﻫﺬﺍ ﺍﺣﺪ ﻋﻠﻞ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ .ﻭﺍﻱ ﻧﻈﺎﻡ ﺣﻜﻢ ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻘﺮ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻫﻮﻳﺔ ﻭﻟﻦ
ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺣﻜﻢ ﺍﻱ ﺷﻌﺐ ﻣﺎﻟﻢ ﺗﻌﺮﻑ ﻫﻮﻳﺘﻪ. ﻓﺎﻟﻬﻮﻳﺔ ﻫﻲ
ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻭﻻ ﺛﻢ ﺍﻻﺧﺮﻳﻦ.
