في تسعينيات القرن الماضي كنا طلاب علم بجامعة الجزيرة العملاقة كان وقتها نهاية السمستر التي دائما تعتبر ايام قحط لكافة الطلاب فكنا نعيش ظروف اقتصادية صعبة بعد نفاذ.المخزون المالي و التمويني
وكانت فترة حرجة فالامتحانأت ع الابواب ولا يوجد زمن للعمل ونظام السمستر لا يتيح وقت للطلاب لعمل اي شئ غير المزاكرة.
في احدى الجمع كان معي الصديق امير ابراهيم اعاد الله غربته من استراليا و الاخ الصديق الطيب السنوسي الذي هاجر فيما بعد لامريكا نناقش كيفية تدبير المال لقضاء باقي الفترة و نسافر لنعمل بالخرطوم لنستعد للسمستر القادم
وفي هذه اللحظات الحرجة ونحن في قمة الهموم و الاحباط نتواسي بقصائد الشاعر حميد و محجوب شريف و القدال اذا بامراه تقود عتوت }سخيل{ من رقبته تقف ع باب داخلية الطلاب التي تقع شمال تلفزيون الجزيرة
حالا ذهبت اليها وسالتها كيف يمكنني مساعدتها ؟ فقالت لي يا ابني حماك الله اصبت بمرض خطير ذهبت للدكاترة داخل و خارج السودان ما عالجوني ثم جيت للشيخ السوري زرت في ضريحه ووعدته اذا شفيت سوف اجيب له ابو اربعة تقصد العتوت والحمد لله لقد شفيت مباشرة بعد زيارتي للشيخ و اليوم جيت اوفي بوعدي سوقني وصلني الضريح. في هذه اللحظة تذكرت وجود قبر بحرم الداخلية وتذكرت حوجتنا لهذا العتوت تداعت ع مخيلتي حالات عشرات الطلاب الذين لا يملكون حق الوجبة ولا يملك معظمهم سوى غيار و احد بعد ما باع باقي ملابسه للحوجة فرددت عليها وصلتي تب قدتها حتي القبر ربطت السخل عي سياجه وخرجت ثم اكتشفت ان هذا قبر هو ضريح الشيخ السوري له محبين و مريدين و دعاء حاجة ربما نختلف معهم و لكن لا ننكر وجودهم و يزار بصورة راتبة كل يوم اثنين و تقدم له الكرامات و توضع عليه قطع النقود داخل حفرة به ومن يومها اصبح لنا باب رزق نقتات من هباته كل يوم زيارة فصرنا حيران الشيخ السوري في نظر الطلاب .
بعد خروج المرأه اخزنا العتوت لغرفة بركن الداخلية و قررننا ان نغير وجبة لطلاب الداخلية بينما كنت اوضب في العتوت مع برلوم ذهب امير و الطيب لجمع المساهمات من بقية الطلاب لشراء احتياجات الطهي و السمسرة هههههه ماهي الا لحظات حتي انتعشك خزانتنا بالاموال التي حلت مشاكلنا حتي نهاية السمستر.
عندما تصاعدت روائح الطبيخ و الشواء وتاهب الجميع لتناول وجبه دسمة تنسية جوع الفترة السابقة دخل علينا الزميل جمال عبدالناصر امير الاخوان المسلمين بجامعة الجزيرة محولا الوضع لصراع و نقاش ديني مؤكدا ان هذا العتوت حرام اكله لانه اهل لغير الله فاصبح الكل في حيرة من كلام عبد الناصر فرديت عليه باني ذبحت العتوت زبح شرعي علي مسافة بعيدة من الضريح بعد ما اتجهت ع القبلة و سميت الله عليه كيف يكون اهل لغير الله ؟ ع كل حال المعانا يتفضل ياكل و المشكك في الامر يتركنا في حالنا. انصرف جمال وحده مرددا بالهناء و الشفاء يا شباب لا جناح عليكم لقد فعلتم الصاح الوزر ع المراه فالاعمال بالنيات واذا ما كنت صائم لشاركتكم وهذه مساهمتي لكم.
هذه الحكاية اصبحت جزء من ارث جامعة الجزيرة يتناقلها الطلاب جيل بعد جيل اذكر يومها في رحلة عمل لمدينة مدني عرجت ع الداخلة لاعيد ذكريات الماضي و دخلت غرفتنا ما عرفت احد عرفتهم بنفسي و عندما سمع احدهم انورالسادات صاح ما تكون حوار الشيخ السوري ؟
